كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
من المعلوم أنّ المشروبات الكحولية تتضمّن سعرات حرارية مرتفعة جداً يمكن أن تُفاقم مجموع الكالوري خلال اليوم لتؤدي بالتالي إلى زيادة الوزن. فضلاً عن أنّ المبالغة في احتسائها تولّد مجموعة إنعكاسات سلبية مُزعجة وأحياناً خطرة. لكن هل كنتم تُدركون وجود مجموعة نصائح سهلة التطبيق ومأكولات فعّالة جداً في عكس هذه الآثار؟
بالإضافة إلى التهديد بزيادة الوزن والبدانة، يمكن للكحول أنّ تُعرّض الجسم في اليوم التالي لأعراض غير محبّذة أبرزها أوجاع الرأس، والغثيان، والجفاف، والإرهاق، جنباً إلى إلحاق الضرر بأهمّ الأعضاء.
وفي هذا السياق، أوضحت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ»الجمهورية» أنّ «الكبد هو أوّل عضو يتأذى من الكحول لأنه المسؤول عن أيضها، يليه الجلد الذي يتخلّص من السموم، لذلك فإنّ البشرة تتأثر كثيراً في احتساء الكحول، ويمكن أن تتعرّض للشحوب وعلامات الشيخوخة المُبكرة المرتبطة بالإجهاد. كذلك فإنّ الإفراط في الكحول له وقع كبير على المعدة التي قد تتعرّض للكسل، وتفرز الحموضة التي قد تسبّب القرحة، جنباً إلى الغثيان والغازات.
ولا ننسى ذكر الجفاف الذي يُعتبر من أبرز سلبيات الكحول المُدرّة للبول، ما يستدعي شرب كميات كبيرة من المياه لتعويض النقص».
نصائح مُضادة للآثار
وعرضت أفضل الطرق التي يمكن الاعتماد عليها تصدّياً للانعكاسات الناتجة من شرب الكحول:
• الحصول على خلطات كحولية منخفضة السعرات الحرارية لتفادي زيادة الوزن والبدانة، مثل خلط الكحول مع الصودا الخالية من السكر، أو مع مياه التونيك، أو الحامض، أو الليمون، أو المياه الفوّارة الخالية من الكالوري. وفي المقابل لا بدّ من الابتعاد عن الليكور والخلطات الغنيّة بالسكر والمرتفعة بنسبة الكحول.
شرب الكحول ببطء، والحصول على كوب من المياه بين كأس وآخر للمساعدة على تقليل كمية الكحول والحفاظ على رطوبة الجسم ومنح الشعور بالانتعاش والراحة.
ثبُت أنّ الإفراط في الكحول يزيد الشهيّة عند الإنسان، ما يدفع إلى رفع كمية الأكل. ولمواجهة ذلك، يمكن تقديم مأكولات صحّية مع الكحول مثل المكسرات النيئة والفشار، والابتعاد من المكسرات المقلية والتشيبس والكراكرز العالية بالوحدات الحرارية. ولإسكات الشعور بالجوع عقب احتساء الكحول، يمكن تناول وجبة صحّية خفيفة مثل اللبن أو التوست مع الجبنة لتفادي الوجبات السريعة والمأكولات الغنيّة بالدهون.
الامتناع عن شرب القهوة بعد احتساء الكحول لأنّ مادة الكافيين تُفاقم المشكلات، فتدفع الكبد إلى القيام بمهام إضافية متعلّقة بالتنظيف والتنقية، وتزيد من جفاف الجلد والجسم. الأفضل إذاً الانتظار حتى اليوم التالي لشرب القهوة، علماً أنه يُستحسن استبدالها بالمياه.
ولكن هذا ليس كلّ شيء! إذ تطرّقت قسطنطين أيضاً إلى أهمّ المأكولات التي يمكنها أن تحول دون مواجهة سلبيات الكحول في اليوم التالي، وتحديداً:
الزنجبيل
أظهرت دراسات عدة أنه يملك فوائد مهمّة جداً مضادة للغثيان والتقيؤ، لذلك يمكن إضافته إلى الطعام أو المشروب للتخلّص من هذه الأعراض. ناهيك عن أنّ الزنجبيل يشتهر بقدرته على تهدئة المعدة.
الأفوكا
غنيّ بالدهون الأحادية غير المشبعة، وهو من أفضل الأطعمة التي يمكن تناولها قبل شرب الكحول أو بعده لأنّ هذه الدهون تستغرق وقتاً أطول للهضم مقارنةً بالبروتينات أو النشويات، فيبطؤ امتصاص الكحول في الدم. فضلاً عن أنّ الأفوكا مليء بالبوتاسيوم المهمّ جداً لتعويض النقص الذي أصاب الجسم خلال شرب الكحول. يُذكر أنّ نصف ثمرة من الأفوكا تؤمّن 7 في المئة من الاحتياجات اليومية للبوتاسيوم.
الموز
من المعلوم أنّ الإنسان قد يتعرّض لعدم توازن الإلكتروليت عقب احتسائه الكحول، لذلك يمكن اعتبار الموز من أفضل السناكات التي يمكن الاستعانة بها لغناه بالبوتاسيوم والإلكتروليت، وقدرته على مدّ الجسم بالطاقة والشبع.
الشوفان
إذا كنتم لا تحبون البيض، يمكنكم استبداله بالشوفان على الفطور. إنه غنيّ بالألياف والبروتينات، ويُعتبر من أفضل أنواع النشويات التي يمكن تناولها صباحاً بعد ليلة تخلّلها شرب الكحول. الشوفان يزوّد الجسم بالعناصر الغذائية المهمّة، ويطرد الشعور بالتعب أو الانزعاج عقب احتساء الكحول. كوب من الشوفان يؤمّن نحو 10 غ من البروتينات، و8 غ من الألياف، جنباً إلى الكثير من الحديد والكالسيوم والفيتامين B6. فضلاً عن أنه يحمي الكبد من التلف الناتج من شرب الكحول ويدعم وظائفه. يمكن تحضير البيتزا بعجينة الشوفان، أو الحصول على سناكات وكراكرز مصنوعة منه.
البيض
بعد شرب الكحول، يمكن تناول البيض صباح اليوم التالي لأنه يحتوي على مغذيات عدة أساسية للجسم، وهو غنيّ بالبروتينات، ويمنح الشعور بالشبع لمدة أطول، ويُبطئ من امتصاص الجسم للكحول. حتى ولو بعد مرور يوم على احتساء هذه المشروبات، فهذا لا يمنع من بقائها في الجسم، كما وأنّ بعض الأشخاص يتعرّضون لما يُعرف بالتسمّم الكحولي، أي أنّ نسبة الكحول في دمائهم تكون مرتفعة جداً. اللافت أيضاً أنّ البيض يخفف من احتمال استهلاك كميات كبيرة من الأكل لسدّ الشعور بالجوع عقب احتساء الكحول.
الهليون
مهمّ قبل شرب الكحول أو بعده. إنه مليء بفيتامينات ومعادن كثيرة، وقد أظهرت الدراسات الأخيرة أنه يحمي الكبد من المشكلات والأمراض التي تُصيبه، لاحتوائه على أنواع عدة من مضادات الأكسدة التي تحمي هذا العضو من التلف الناتج من شرب الكحول.
الـ«Grapefruit»
يتمتّع بخصائص مُنقّية للجسم من السموم. يمكن احتساء عصير الـ«Grapefruit» لرفع عدد الإنزيمات المسؤولة عن طرد السموم ودعم قدرة الكبد على التخلّص منها. أهمّ عنصر غذائي في هذه الفاكهة هو الفيتامين C الذي يقضي على الإنزعاج والإرهاق في اليوم التالي من شرب الكحول، جنباً إلى الفيتامين A، وألياف كثيرة، ومضادات الأكسدة.
اللوز
حفنة من اللوز النيّئ قبل احتساء الكحول تخفف من الأضرار وتمنع بلوغ مرحلة الثمالة أو امتصاص الكحول سريعاً، والفضل في ذلك يرجع إلى احتواء هذا النوع من المكسرات على أحماض دهنية غير مشبعة تُبطئ من امتصاص الكحول، جنباً إلى الفيتامين E الذي يحمي من الحرقة، ويحسّن مرونة الجلد، ويمنع جفاف البشرة وتشقّقها.