خرج وزراء “القوات اللبنانية”، من جلسة مجلس الوزراء الخميس، مُمتعضين من استبعادهم من تعيينات المجلس الدستوري، بعدما كان قد تمّ الاتفاق على دعم مرشح “القوات” سعيد مالك، وذلك بعد تأكيد رئيس الحكومة سعد الحريري أمام ممثلي “القوات”، انه سحب الموافقة من وزير الخارجية جبران باسيل. وهذا “الاتفاق” أكده رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأوضح انه حاول تنفيذه قبل جلسة الحكومة لكنه لم يستطع لتراجع الآخرين عنه ودعم قبول “القوات” بترشيح غير ماروني.
فما موقف “القوات” مما حصل في جلسة مجلس الوزراء؟ ماذا تقول عن تراجع الحريري عن الاتفاق؟ وهل ستُعيد معراب ترتيب تحالفاتها مع الحلفاء؟
يصف عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشه، ما حصل في جلسة مجلس الوزراء، “بالغدر والطعن بالظهر من قبل الاصدقاء”.
ويقول قاطيشه في حديث لموقع IMLebanon: “رجالات البلد يفتقدون للمصداقية والاخلاق الاجتماعية، نحن عندما نضع يدنا بيد أي شخص نبقى على موقفنا واتفاقنا، ونصبح حلفاء، وكنا قد أخذنا وعداً من الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري حول تعيين المرشح سعيد مالك في المجلس الدستوري، لكن يبدو ان لقاء “قيصر” بالحريري قبل جلسة مجلس الوزراء قد غيّر الاتفاق، فهما قد تاجرا قبل ليلة من الجلسة وفي اليوم الثاني قايضا بعضهم البعض”.
ويشدد على انه “كان على الحريري ولو أتى مئة ليلة باسيل اليه، الا يعود عن قراره، وهو قد غيّر رأيه لان هناك مقايضة ومبادلة “عطيني وبعطيك”، لافتاً الى انه “لو كنا نعلم بان هذا الامر سيحصل، لكنا ما وافقنا في مجلس النواب على انتخاب أعضاء “الدستوري” الخمسة وكنا عطّلنا الجلسة”.
وعن إصرار “القوات” على مرشح ماروني للمجلس الدستوري وليس كاثوليكيًا او ارثوذكسيًا، يقول قاطيشه ساخراً: جبران باسيل “مار شربل الجديد” ويريد ان تتبعه الطائفة كلها، وهم يريدون الا يمس أحد بالموارنة لانهم من حصة باسيل”، مضيفاً “حزبنا يتمثل من كل اللبنانيين، لكنهم يعتبرون ان العرق الماروني هو الأنقى ويريد ان يكون باسيل “الريس” أو القيّم” عليه، لكن بهذه الممارسات فهو يُهبط كل المداميك التي بقيت للمارونية في هذا البلد”.
ويضيف: “وزير العهد” جبران باسيل يعتقد انه قيصر في لبنان، يتشبّه بحزب البعث في سوريا ويريد ان يحكم مثله في لبنان.
ويؤكد قاطيشه ان “هناك أكثر من عتب على حلفائنا ويجب ان نراجع حساباتنا من جديد”، لافتاً الى ان “هذا العهد أضحى في نصفه ولم نرَ أي تقدم”. ويقول: “هذا العهد الى انهيار”.
ويلفت قاطيشه الى أن “القوات” سياستها نظيفة لا تقايض ولا تساوم، وهذا الامر واضح من خلال ممارسات وزرائها الحاليين والسابقين، الذين يريدون بناء دولة ويطالبون بالعدالة وبالكفاءة، ونحن نريد بناء دولة أما الاخرون فيريدونها ان تبقى مزرعة ويتقاسموها، والمؤسف ان الجميع يتّبع منطق المقايضة”، مضيفاً “نتمسك بالآلية التي تُظهر الكفاءة حتى تكون لكل لبناني فرصة ليستطيع ان يخدم بلاده، والحكومة تقوم بمراقبة هذا المواطن وتحاسبه، لكن اليوم الحكومة لا تستطيع ان تحاسب أحداً لان السياسي سيحمي الموظف، وهذا هو الخلاف الجوهي بيننا وبينهم، وهو ما تظهّر في المجلس الدستوري وغداً سيتظهّر في مكان آخر”.
ستيفاني جعجع