Site icon IMLebanon

د. فادي صوايا: لدينا حلّ للسكتة المفاجئة!

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

ليس عبثاً مقولة إنّ بعض الأطباء اللبنانيين هم من أفضل الأطباء على المستوى العالمي في اختصاصاتهم. فالدكتور فادي صوايا الشاب الثلاثيني يجسّد هذه الحقيقة في سمعته التي انتشرت سريعاً، كطبيب قلب وشرايين واختصاصي في جراحة أمراض القلب وأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت في قسم أمراض القلب، وهو يشغل حالياً منصب مدير برنامج أمراض القلب البنيوية في AUBMC. وقد جمع الى مهنيته العالية رصانة علمية، وتواضعاً نادراً، وتفوقاً في استعمال أحدث التقنيات العالمية الحديثة، وشخصية قيادية حازمة على رغم صغر سنّه.

د. فادي صوايا حائز على شهادة الطب بدرجة إمتياز من الجامعة الأميركية في بيروت، وعلى جوائز Alpha Omega Alpha. وقد تابع دراسته بـ6 سنوات من التدريب والزمالة في الطب الداخلي وأمراض القلب في مستشفى جامعة إيموري في أتلانتا. كما عمل في جراحة القلب في مركز أندرياس غرونيتزيغ للقلب والأوعية الدموية بجامعة إيموري. وانتقل إلى أوروبا إلى معهد Cardiovasculaire Paris Sud, France، وRigshospitalet، جامعة كوبنهاغن، الدنمارك، وهما من أكثر المراكز خبرة والأكبر حجماً في أوروبا، حيث قام أيضاً بزمالة سريرية في جراحة الشريان التاجي المعقدة، وجراحة القلب الوعائية والخلقية.

السكتة القلبية

السكتة القلبية المفاجئة هي فقدان مفاجئ لوظيفة القلب والتنفُّس والوعي. تنجم هذه الحالة عادةً من اضطراب كهربائي في قلبكَ يُعطِّل نشاط الضَّخِّ، ويُوقِف تدفُّق الدم إلى جسمك. وتختلف السكتة القلبية المفاجئة عن النوبة القلبية، حيث يكون تدفُّق الدم إلى جزء من القلب مسدوداً. إلّا أنه يُمكِن أن تُؤدِّي النوبة القلبية أحياناً إلى حدوث اضطراب كهربائي يُؤدِّي إلى السكتة القلبية المفاجئة. وقد تُؤدِّي السكتة القلبية المفاجئة إلى الوفاة، إذا لم يتمّ علاجها فوراً. من المُمكِن النجاة عند تطبيق العناية الطبية السريعة والمناسبة. فيُمكِن أن يُحَسِّن الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، باستخدام مُزيل الرجفان أو حتى الضغط على الصدر فحسب، فُرَصَ البقاء على قيد الحياة حتى وصول اختصاصيّي الطوارئ.

الموت المفاجئ هو توقف القلب المفاجئ. يصيب شخصاً لا يعاني، أو لا يعلم بأيّ أمراض أو مشاكل في قلبه. عادةً، ما من أعراض تسبق الموت المفاجئ، ولكن فسر د. فادي صوايا، أنه «في بعض الأحيان، يفقد الفرد وعيه مثلاً خلال ممارسة الرياضة، ولكنه لا يستشير الطبيب ولا يأخذ الحادثة على محمل الجدّ، فيما هذه الحادثة إشارة إلى احتمال تعرّضه للموت المفاجئ في المستقبل. كما أنّ إصابة أحد أفراد العائلة بالموت المفاجئ إشارة إلى نفس الاحتمال».

الفحوصات أمر إلزامي

أخيراً، أصبح إجراء فحوصات القلب في المدارس (تخطيط قلب) لكشف أيّ مشكلة محتملة أمراً إلزاميّاً. وفي حال الشك في مشكلة، قال د. صوايا إنه «يتم إجراء المزيد من الفحوصات والتحقيقات (كالصورة الصوتية)». ولفت: «على كل مَن يمارس رياضة تنافسية (ككرة السلة، والفوتبول، وغيرها) حماية نفسه. فمَن لديه مشكلة في كهرباء أو عضلة القلب لا يشعر بأيِّ خلل عند الراحة. ولكن عند ممارسته لرياضة قاسية، تحدث العوارض. لذا، نشهد أحياناً موتاً مفاجئاً للاعبين ورياضيين محترفين. والحقيقة أنه لو تمّ كشف مشكلة القلب لديهم في وقت مسبق، لكانوا على الأرجح نجوا».

الأسباب

شرح د. فادي صوايا أسباب توقف القلب المفاجئ كالتالي:

– خلل في كهرباء القلب

– تضخم عضلة القلب

وعند وجود عطل خلقي في عضلة القلب، يكون المريض قد ورث طفرة في إحدى الجينات، ما سبّب تضخماً بالعضلة. وهذا السبب الأكثر شيوعاً للموت المفاجئ لدى الرياضيين. فالمشاكل في عضلة القلب تسبّب مشاكلَ في كهرباء القلب. والسباحة، أو شعور قوي مفاجئ، أو إرهاق جسديّ ما يظهر فجأة هذه المشكلة في تداعيات غالباً ما لا يمكن عكسها».

هل من عمر محدّد للإصابة بالموت المفاجئ؟

قال د. صوايا: «قد يصيب طفلاً صغيراً في الخامسة من عمره، أو شخصاً عجوزاً، ولكن الحالات الأكثر شيوعاً هي بين عمر الـ12 سنة والـ35 سنة. وفي بعض الحالات، نرى أشخاصاً يعانون من تضخّم في عضلة القلب، ولا يحدث معهم أيّ عارض صحّي في القلب». كما ذكر أنَّ «نسبة الموت المفاجئ لدى الذكور أعلى من نسبة الإناث».

النجاة

وكشف د. فادي «الجمهورية» عن انّ هناك حملة حالياً في لبنان، تسلط الضوء على أهمية توفّر أجهزة مزيلة للرجفان في النوادي الرياضية والأماكن العامة. وتكمن هذه الأهمية في إمكانية حل مشكلة الخلل في القلب عن طريق إعطاء المريض صدمة كهربائية عند توقف قلبه فجأة. وفي حال وقوع هذه الحادثة والنجاة منها بواسطة مزيل الرجفان الآلي الخارجي، نزرع للمريض بطارية للقلب (مزيل رجفان داخلي). ووظيفة البطارية إعطاء صعقة كهربائية للقلب في حال حدوث خلل من جديد».

نوعية حياة المريض

في حال اكتشاف وجود مشاكل في القلب، إن كان من خلال الفحوصات أو من خلال المرور بتجربة موت مفاجئ وشيك، يشدّد د. صوايا على «ضرورة منع المريض من ممارسة تمارين رياضة معتدلة إلى قاسية. عليه فقط ممارسة تمارين رياضية خفيفة. فاحتمالات التعرض لموت القلب المفاجئ مرتفعة جداً. وفي كلا الحالتين، يجب فحص صحة قلب كل أفراد عائلة المريض، إذ قد نجد عاملاً جينياً هو ما سبّب هذا الخلل. يجب إذاً إجراء فحوصات تخطيط القلب، أو حتى فحوصات جينية في حال اكتشاف المشكلة الجينية المحدَّدة لدى المريض لكل أقربائه للكشف عن صحة قلبهم».

ولفت د. فادي: «بعد اكتشاف المشكلة في القلب واحتمال الإصابة بموت مفاجئ، لا تتأثر نوعية حياة المريض كثيراً، إنما يعاني من قلق نفسي دائم».

الوقاية

تكمن الوقاية من الموت المفاجئ لمَن يعلم أنه عرضة له، بحسب د. فادي صوايا، «في زيارات متكرّرة لدى طبيب القلب، وعدم ممارسة التمارين القاسية، وتجنّب الإرهاق الجسدي والعاطفي، وأحياناً تناول الأدوية و/أو زرع بطارية، أو استئصال جزء من عضلة القلب في حال تضخّمها… فلكل حالة ظروفها وحلولها الخاصة بها».