Site icon IMLebanon

العملية الاسرائيلية ادخلت المواجهة مسارا آخر

كتب داوود رمال في “وكالة اخبار اليوم”:

 

ادخلت اسرائيل المنطقة في مرحلة جديدة شديدة الخطورة، بعدما تجاوزت كل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك المرسومة، وبعدما عادت لاستخدام الساحتين اللبنانية والسورية كوقود في انتخاباتها التشريعية المقبلة.

عدة اتجاهات
وفي قراءة استراتيجية لما حصل فجر اليوم في الضاحية الجنوبية، والتي هي للمناسبة كلها حزب الله، يُعد اخطر تطور يشهده الصراع بين اسرائيل والمقاومة منذ حرب العام 2006، لان الابعاد الكامنة وراء هذا التطور تندرج في عدة اتجاهات:
اولها: تجاوز اسرائيل كل الخطوط وصولا الى عمق الضاحية الجنوبية واللعب في الساحة الضيقة جدا لقيادة المقاومة الامر الذي يرتب تبعات وتداعيات خطيرة جدا.
ثانيها: التزامن بين العدوان على الضاحية والعدوان على محيط دمشق حيث سقط شهداء لحزب الله اعلن عن شهيدين حتى الساعة.
ثالثها: العمل الاسرائيلي على تنفيذ ضربة مزدوجة في محيط دمشق والضاحية الجنوبية في اقصى استفزاز لا يمكن السكوت عنه ويضع مصير القرار 1701 في مهب العدوانية الاسرائيلية، وما مسارعة المستوى الرسمي اللبناني الى التأكيد على وجوب الزام اسرائيل ببنود هذا القرار الا خشية من الاطاحة به وفتح الامور على مسارات صعبة وقاسية.
رابعها: لا يمكن ان يصدّق عاقل ان كل هذه العملية الامنية الاسرائيلية كانت تستهدف مكتبا اعلاميا تابعا للحزب، انما الهدف الحقيقي ربما كان اغتيال قيادي بارز في الحزب في توقيت دقيق وحساس جدا يفتح باب الاحتمالات التي كلها حربية على مصاريعها.
خامسها: صار واضحا تلازم منظومة الضغط على لبنان لتركيعه، من التهويل والحصار المالي والاقتصادي الى العمل الامني الخطير جدا، مما يستدعي خطة عمل رسمية وعلى اعلى المستويات مغايرة لكل ما هو سائد حاليا.
سادسها: حتمية الرد من قبل حزب الله وبطريقة ستوجع الاسرائيلي لا بل تجعله يتحسس رأسه جيدا، خصوصا ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سبق واعلن في احد خطاباته “رسالتي الى الصهاينة ان اي كادر من كوادر حزب الله واي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة سنحمّل المسؤولية للاسرائيلي وسنعتبر ان من حقنا ان نرد في اي مكان واي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة”.

عمليات امنية
واستنادا الى كلام السيد نصرالله، فانه يؤشر بوضوح الى معلومات سابقة وحاسمة لدى حزب الله عن تخطيط اسرائيلي لتنفيذ عمليات امنية تستهدف اغتيال كوادر ومسؤولين كبار في حزب الله، وجاءت العملية الامنية بالامس لتؤكد هذا الامر بما لا يقبل الشك.
وهذا الامر يعيد فتح وتحريك ملف نشاط الموساد الاسرائيلي في الداخل اللبناني، والذهاب الى اعطاء هذا الملف حيزا اولويا من الاهتمام والمتابعة، والعودة الى الضرب بيد من حديد في كل ما يتصل بالجاسوسية للعدو، خصوصا لجهة الاحكام القضائية المخففة والتي اثبتت حرب 2006 ان كل من اعيد توقيفهم كجواسيس للعدو ويعملون على تثبيت الاشارات على المباني وينقلون معلومات عن تحركات المقاومين هم من العملاء الذي سبق وان تمت محاكمتهم بعد التحرير عام 2000 وعادوا الى سيرتهم الاولى لان لا دولة تردعهم.
بعد العدوان الاسرائيلي على الضاحية وما ستكشفه الايام المقبلة من استهدافات هذا العدوان، صار لزاما القول للجاسوس انك جاسوس، فلا مداراة في مسألة الخيانة الوطنية بالقول او بالعمل، والمسألة خارج التوازنات والمناصفات الطائفية ويجب ان تكون خارج اي حسابات سياسية، لان من يبرر للجاسوس الاسرائيلي هو جاسوس اخطر منه.