Site icon IMLebanon

اردوغان في موسكو على عجل بسبب الشمال السوري!

عشية زيارة يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى موسكو الثلثاء، تستمر يوما واحدا، سيكون ملف سوريا والمستجدّات على جبهتها الشمالية، الحاضر الابرز فيها، اعلن الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين يتفهم مخاوف نظيره التركي لكنه يشعر بقلق مماثل بشأن هجمات المتشددين في محافظة إدلب السورية والتي ينبغي وضع حد لها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين عبر الهاتف “قال بوتين مرارا وتكرارا إنه يتفهم مخاوف رفاقنا الأتراك… لكن في الوقت ذاته لا يزال الرئيس قلقا من نشاط العناصر الإرهابية في إدلب والذي ينبغي القضاء عليه وتدميره”.

من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ان هجوم الحكومة السورية في إدلب المدعوم من روسيا، لا يخالف أي اتفاقات مع تركيا، بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ثمة هوّة تباعد بين قراءتي روسيا وتركيا للوضع في شمال سوريا. فالاولى لا تمانع العملية العسكرية النظامية لتطهير المنطقة من الفصائل المتشددة، في حين تنظر الثانية الى هذا المسار، الذي لم تسلم من تداعياته العسكرية، بعين الريبة والقلق، ليس فقط لأنها لا تحبّذ توسّع نفوذ النظام السوري الى حدودها، بل لأن هجمات الجيش السوري في شمال غرب سوريا، تتسبب في أزمة إنسانية وتهدد أمن تركيا القومي، وهو ما أبلغه اردوغان الى بوتين الجمعة خلال اتصال هاتفي بينهما.

غير ان المصادر تشير الى ان هذا التفاوت بين شريكي منصة أستانة، سيتم ايجاد سبل لمعالجته، في اللقاء المنتظر غدا بين رئيسي البلدين. والمرجّح ان تطمئن موسكو انقرة الى ان قواتها المتواجدة في شمال سوريا، لن تتعرض لنيران النظام السوري، وأن “الكرملين” سينشط في الفترة المقبلة، على خط دمشق لحماية ظهر حليفه التركي، عبر “دوزنة” وضبط تحرّكات وعمليات النظام في المنطقة. فالجدير ذكره ان الاجتماع “الطارئ” غدا، يأتي بعد ان طوقت القوات السورية، نهاية الاسبوع الماضي، مقاتلين من المعارضة وموقعا عسكريا تركيا في شمال غرب سوريا، في هجوم لاستعادة الأراضي والبلدات التي فقدتها في بدايات الحرب.

غير ان من غير المستبعد ايضا، أن يعطي بوتين، اردوغان، فرصة سماح جديدة لتنفيذ اتفاق سوتشي الذي وقع بين الدولتين في 17 ايلول 2018، وأبرز ما تضمّنه “تنظيف” الشمال السوري من الفصائل المتشددة وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا).

واذا كان الاتفاق الاميركي – التركي الذي أبصر النور في الاسابيع الماضية، والقاضي بإنشاء منطقة آمنة في شرق الفرات، لم تتحمّس له موسكو ايضا، فإن هذه القضايا كلّها، لن تحول دون استمرار الشراكة بينهما ولن تفسد في “التعاون” القائم بينهما، قضيّة، ليس فقط في الميدان السوري، بل استراتيجيا ايضا.

والدليل الابرز الى ذلك، ما نقلته وكالة أنباء الأناضول اليوم عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اذ قال إن بلاده ستتسلم بطارية ثانية من منظومة إس-400 الروسية للدفاع الجوي الصاروخي بدءا من يوم غد الثلثاء. علما ان أنقرة كانت تسلمت في تموز الماضي، الأجزاء الأولى من المنظومة، على الرغم من تحذيرات من عقوبات أميركية محتملة بسبب الصفقة، خاصة وان واشنطن ترى ان المنظومة لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي.