كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:
تتسارع الثورة التكنولوجية في عالم السيارات من خلال ظهور دائم لتقنيات مبتكرة وحديثة، جعلت من السيارات جزءاً لا يمكن فصله عن حياة المستخدم ككل وعن التطور الحاصل والمتسارع في مجال التكنولوجيا البيومترية والإتصالات.
تعمل الشركات المصنّعة للسيارات على المرحلة النهائية من نظام جديد، يُعد ثورة تكنولوجية مستقبلية، يتيح للسائقين فتح سياراتهم وتشغيلها بمجرد مسح «بصمات أصابعهم»، تماماً كما نفعل عادة مع هواتفنا الذكية.
هذا النظام الجديد سيحلّ مكان مفاتيح السيارات التقليدية التي توشك أن تختفي تماماً، حيث أنّ تقنيات التعرّف على الهوية والتي أصبحت متاحة في الهواتف الذكية قد تصل إلى السيارات في المستقبل القريب.
والجدير ذكره أنه على الرغم من أنّ بعض السيارات الموجودة في الأسواق مجهزة بنظام مشابه إلى حد ما، لكنه لا يمكنه قراءة بصمات الإصبع كما في النظام الجديد، بل يعمل فقط على إستشعار وضع اليد على المقبض وفتح أو غلق السيارة عندما يكون المفتاح على مسافة قريبة من السيارة.
طريقة العمل
يعمل نظام فتح وغلق السيارات الجديد عبر بصمة الإصبع بالطريقة نفسها التي إعتدنا عليها في الهواتف الذكية. ويمكن لهذا النظام تحديد صحة البصمة في أقل من ثانية.
ويعتمد هذا النظام على ماسح ضوئي لبصمات أصابع اليد لا يتعدى حجمه مساحة طابع بريدي، يتمّ وضعه في مقبض الباب أو على الزجاج، حيث يضع السائق إصبعه عليه لفتح السيارة دون الحاجة إلى مفاتيح، بالإضافة إلى وضع ماسح ضوئي آخر مكان تشغيل السيارة في المقصورة.
ويسمح هذا النظام بتسجيل بصمات أكثر من سائق للسيارة نفسها، وهذا الذي تمّ اعتباره من قبل الكثيرين نقلة نوعية في هذا المجال، لأنه سيستغني عن المفتاح التقليدي للسيارة بشكل كامل وسيحل مشكلة تعدد السائقين للسيارة نفسها. فعندما يقوم السائق بفتح قفل السيارة، يتم مسح بصمات أصابعه من خلال قراءة 65 ألف نقطة، وإرسال البيانات المشفرة إلى السيارة.
وإعتماداً على هذه البيانات، ستقرّر السيارة فتح الباب من عدمه إذا ثبتت صحة البصمة. كذلك ستكون قادرة على التكيّف مع إعدادات السائق الخاصة بحسب البصمة، مثل تغيير وضع المقعد أو زاوية المرايا وتشغيل المكيف وإعدادات درجة الحرارة والرطوبة وعجلة القيادة.
ولمزيد من الأمان، يمكن لنظام بصمات الأصابع التمييز بين مستويات الكهرباء في أجزاء مختلفة من الإصبع، لتحديد ما إذا كانت البصمة للمستخدم الحقيقي أو أنها بصمة مستنسخة لأحد المحتالين، مع معدل خطأ يبلغ 1 في 50 ألفاً، وهو ما يُعتبر نسبة ضئيلة وآمنة للغاية.