IMLebanon

السنيورة: لم يعد من الممكن أن تبقى الحكومة في موقع المتلقي

اكد الرئيس فؤاد السنيورة ان الاعتداء الاسرائيلي مستنكر ومدان، ويعتبر مخالفة للقرار الدولي 1701 الصادر في العام 2006، وبالتالي يقتضي بالدولة اللبنانية، وهو ما قامت وتقوم به حاليا العمل على تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، لأن هذا الاعتداء يشكل مخالفة صارخة وفاضحة للقرار الدولي، كونه يؤدي إلى تهديد الأمن والسلم في لبنان والمنطقة، ومن جانب آخر، ينبغي التأكيد على الحق الثابت والدائم للدولة اللبنانية في التصدي لهذا الاعتداء والدفاع عن لبنان واللبنانيين”.

وقال في حوار مع شبكة “اكسترا نيوز” التلفزيونية: “من جهة ثانية، أعتقد أن هذا الأمر يتطلب بأن تبادر الدولة، ومن ضمن ما ينبغي عليها أن تقوم به، إلى القيام بإجراء كامل التحقيقات التي ينبغي أن تتولاها السلطات اللبنانية القضائية وكذلك الأجهزة العسكرية والأمنية التابعة للدولة من أجل التأكيد على حقيقة ما جرى في ما خص هذا العدوان التي قامت به الطائرتان المسيرتين لكي يصار إلى توضيح الموقف اللبناني بشكل واضح من خلال تحقيقات تجريها مؤسسات وأجهزة الدولة اللبنانية. كما ينبغي على الحكومة اللبنانية ان تبادر إلى إجراء الاتصالات اللازمة مع جميع الأشقاء العرب وجميع الأصدقاء في العالم دعما لموقفها”.

ورأى “ان ما حصل يتطلب من “حزب الله” ممارسة المزيد من التبصر والتنبه إلى ما يمكن أن تكون إسرائيل تعمل على استهداف لبنان في مخططاتها، آخذين بالاعتبار الظروف المرافقة للحملة الانتخابية الداخلية التي تعد لها إسرائيل ورئيس وزرائها في هذه الآونة. هذا بالإضافة إلى مسألة شديدة الأهمية. فما حصل يؤكد مجددا وبقوة الحاجة إلى أن يصار إلى طرح المسألة المتعلقة بالاستراتيجية الدفاعية للبنان وضرورة وضعها على طاولة البحث، لأنه لم يعد من الممكن أن تبقى الحكومة اللبنانية في موقع المتلقي، وبالتالي أن تتحمل كل المسؤوليات بينما ومن جهة أخرى يبقى قرار الحرب والسلم في يد “حزب الله” وليس في يد الدولة اللبنانية. هذا الأمر ينبغي أن يصار إلى وضعه وبكل جدية ومسؤولية على طاولة البحث في مجلس الوزراء لبت هذا الأمر بأسرع وقت ممكن حماية لأمن لبنان وحماية لمستقبل اللبنانيين”.

وقال: “هناك أمر آخر على “حزب الله أن يوضحه، وذلك في ما خص الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله قبل يومين حين ذكر انه “إذا قتلت اسرائيل أي من اخواننا في سوريا، نحن سنرد على هذا القتل في لبنان، وليس في مزارع شبعا”، وهو لم يقل حتى من لبنان، بل قال “في لبنان”. هذا الأمر يقتضي توضيحا صريحا من قبل الحزب، لأن في ذلك توريطا خطيرا للدولة اللبنانية وللبنان وللبنانيين في أمور ليست الدولة مسؤولة عنها. وبالتالي لا بد من التذكير أنه عندما تدخل “حزب الله” في سوريا لم يقم الحزب باستشارة لبنان أو استشارة الحكومة اللبنانية، وهو الآن يحمل لبنان واللبنانيين مسؤولية هذا التدخل الذي قام به، هو والذي أدى ما أدى إليه من نتائج”.

واكد ان “لبنان كان قاطعا وواضحا وصريحا في إدانة العدوان الذي ارتكبه العدو الإسرائيلي، ومن حق الدولة اللبنانية التصدي له والدفاع عن لبنان واللبنانيين، ولكن نحن الآن نتعرض إلى نتائج الافعال التي يقوم بها “حزب الله” خارج لبنان وما يتسبب به ذلك من تعريض للبنان للمخاطر غير المحسوبة”.

وقال: “أعتقد أنه يجب النظر إلى هذا الأمر من زاوية التجربة السابقة التي مر بها لبنان، وهي تجربة أليمة وعصيبة، وذلك عندما تعرض لبنان في العام 2006 للعدوان الاسرائيلي. ولقد قامت الدولة اللبنانية آنذاك برسم الحدود ما بين الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية من جهة وبين “حزب الله” من جهة ثانية. وهي قد نجحت في الحفاظ على وحدة اللبنانيين وتضامنهم في خضم تلك المحنة الكبيرة. ولذلك وانطلاقا من تلك التجربة، فإن الامر يقتضي من الحكومة اللبنانية الآن أن تنظر إلى الأمر من جانب هذه الزاوية وذلك من أجل ضمان حماية لبنان ومنعا لتوريطه أو استدراجه إلى حيث ربما تكون إسرائيل ساعية إلى توريطه”.

واوضح انه يتكلم “بالسياسة وبالموقف السياسي”، وقال: “أعني بذلك وضع الحدود والمسافة اللازمة ما بين موقف الدولة اللبنانية التي ينبغي ان تكون هي المسؤولة عن جميع أراضيها وحتى آخر سنتيمتر من الأراضي والمياه اللبنانية، وبينها وبين موقف “حزب الله”. ما يعني أن لا يكون في المحصلة تداخل بين ما يقوم به “حزب الله” وبين ما تقوم به الحكومة اللبنانية. ويصبح عندها مصير لبنان واللبنانيين ليس في يد الحكومة اللبنانية الشرعية، بل في يد من يتخذ القرارات الانفرادية في معزل عن إرادة اللبنانيين وإرادة حكومتهم الشرعية”، مشيرا الى ان ذلك يعني “أن على لبنان ألا يتورط في أي عمل يقوم به حزب الله”.