Site icon IMLebanon

الجيش مستنفَر جنوبا.. المؤسسة العسكرية قادرة!

في الجنوب، يكثّف الجيش اللبناني دورياته المشتركة مع قوات اليونيفيل، منذ الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية فجر الاحد عبر “مسيّرتين”. والهدف من استنفار رجال المؤسسة العسكرية، رصد اي تحرك مشبوه من جانب العدو، والتصدي لاي انتهاك محتمل للسيادة والامن اللبنانيين. هذا التأهب ليس محصورا بالحدود مع الاراضي المحتلة فحسب، ولا يأتي على حساب خطوط أخرى. فالجيش اللبناني حاضر بقوة حيث يجب ان يكون، وفق ما تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”.

في هذه الخانة تحديدا، تصب الزيارة الخاطفة التي قام بها صباح اليوم قائد الجيش العماد جوزيف عون الى منطقة جرود عرسال. فاذا كانت تأتي في مناسبة ذكرى عملية “فجر الجرود”، الا ان توقيتها، بالتزامن مع ازدياد التحديات الامنية في الساعات الماضية، أعطاها أبعادا اضافية بدا فيها الجيش يقول إنه “قادر على القيام بمهامه والاضطلاع بمسؤولياته كاملة، في حفظ أمن لبنان وحدوده جنوبا وشرقا وشمالا وبحرا، دونما تقصير”.

على اي حال، تشير المصادر الى ان هذه الجهوزية، تحدّث عنها قائد الجيش امس في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع في بيت الدين. وقد افادت معلومات صحافية انه، وردا على سؤال رئيس الحكومة سعد الحريري عن وضعية الجيش وجاهزيته للرد في حال العدوان، سمع “من العماد عون عن الإجراءات والجاهزية التي اتخذها منذ اليوم الأول للاعتداء لجهة التحسب لأي عدوان، مؤكّداً أن الجيش جاهز، كما أنه يكثّف دورياته في الجنوب ويعزّز من الدوريات المشتركة مع اليونيفيل”.

الجدير ذكره أيضا ان جولة قائد الجيش على الحدود الشرقية، تأتي في أعقاب الغارات الاسرائيلية التي استهدفت فجر الاثنين، مواقع تابعة للجبهة الشعبية – القيادة العامة، في جرود منطقة قوسايا في البقاع الأوسط، وقد روّج الاعلام الاسرائيلي ان الضربات حصلت لكون النقاط هذه تُستخدم لتصنيع اسلحة لصالح حزب الله أو لتمرير أسلحة عبرها من والى سوريا، لصالح الحزب ايضا.

وما زيارة رأس المؤسسة العسكرية الى الجرود اليوم، الا للتأكيد لمن يعنيهم الامر في الداخل والخارج، ان الجيش موجود في المنطقة ويسير قدما في مسار إحكام سيطرته على الحدود الشرقية، لمنع اي تسلل عبرها، أكان للبضائع او للاسلحة او للافراد، من والى سوريا، وأنه لن يتراجع في هذه المسـألة، مستعينا للغاية بأبراج مراقبة متطورة ارتفعت على طول الحدود، موّل إنشاءها البريطانيون والاميركيون والفرنسيون والالمان…

وفي وقت ترى ان هذا الدعم يشكّل دليلا قويا الى حجم الاولوية التي يوليها المجتمع الدولي لضبط لبنان حدوده مع محيطه، تقول المصادر ان هذا العامل من المفترض ان يساهم الى حدّ كبير، في إبعاد شبح “التصعيد المفتوح” عن الجبهة الجنوبية، حيث يُتوقّع ان تضاعف العواصم الكبرى الجهود في قابل الايام، لمنع اي انفجار للوضع في منطقة الـ1701 بين تل ابيب وحزب الله. فواشنطن تسعى الى استئناف وساطتها لفض النزاع الحدودي جنوبا بين لبنان واسرائيل، وموفدها ديفيد شينكر عائد الى بيروت مطلع ايلول لاستكمال مهمة سلفه ديفيد ساترفيلد. وحتى الساعة، لا معلومات تتحدث عن تبدّل في هذا المعطى متأثرا بالتطورات الميدانية الاخيرة. ما يعني ان تسخين هذه الجبهة- ايا كان شكل رد حزب الله على عملية الضاحية – لن يكون مقبولا، وستمنع الولايات المتحدة، حليفة تل ابيب الاولى، حصوله.