كتب روي أبو زيد في صحيفة “نداء الوطن”:
ما المسؤولية التي حمّلها لك المخرج سمير حبشي حين لقّبك بـ”آل باتشينو العرب”؟حبشي ليس الوحيد في عالم التلفزيون الذي لقّبني هكذا، بل السينمائي الفرنسي Denis Lenoir قال لي الأمر عينه حين عملنا سويّاً على فيلم كارلوس. بالنسبة إلي إنه لقب فحسب وأعمل بجدّ كي أستحقّه.
ما هي المشاهد التمثيليّة الأصعب؟
ليس هناك من مشهد سهل ومشهد صعب، بل على الممثل أن يحوّلها كلّها الى Master Scene، أما المشاهد الصعبة فهي السهلة أو التي لا تتضمّن أيّ تحدّيات تمثيليّة، وهنا تكمن الصعوبة إذ يترتّب على الممثل في هذه المشاهد تحديداً معرفة كيفيّة إيصال المعلومات وإيجاد الحجج والبراهين الصحيحة لذلك.
من هو صاحب النظرة الثاقبة المخرج أم الممثل؟
يجب على التمثيل، الإخراج والكتابة أن يستكملوا بعضهم البعض. وهذا الأمر يمكن تحقيقه في المسرح، إذ كي تقف على الخشبة عليك أن تطّلع على الكتابة، الإخراج والتمثيل، فيحوّلك الى ممثّل مشتدّ قدّه.كمخرج هل تتضارب وجهة نظرك مع آخر يخرج عملك الدرامي؟
بالتأكيد لا، حين أكون ممثلاً لا أتدخّل أبداً بعمل المخرج أو الكاتب. بالطبع بما انني مخرجٌ فهذا أمر يساعدني على اللحاق بالكاميرا ومعرفة التعامل مع الممثل الآخر في المشهد. قد أقترح بعض الأفكار حين يُطلَبُ منّي ذلك، مثلاً حين مثّلتُ فيلم “Histoire de fou”، رآني مرّة المخرج Robert Guédiguian أتأمّل ديكور أحد المشاهد وسألني رأيي بكيفيّة الإخراج، وهكذا حصل. هذا الموضوع نسمّيه Mise en place وليس Mise en scene.
هل للمسرح الفضل الأساس بانطلاقة ممثل التلفزيون؟
بالطبع، كي تكون “رجل مسرح” أو Homme de Théatre، عليك أن تتعلّم العمل بطريقة احترافيّة، تتدخّل بالإضاءة ووضعية الصوت وحركات الجسد… إذاً هناك شموليّة في العمل المسرحي، كما أنّ هناك شموليّة أيضاً لدى السينمائيين. وهذا الموضوع مهمّ جداً، إذ لا يمكن تجزئة الإخراج عن التمثيل أو الكتابة لأن العوامل الثلاثة مترابطة لتقديم عمل كامل متكامل.إلّا أنّ بعض المناهج في جامعاتنا المحلّية يفصلون بين طلاب الإخراج والتمثيل وكتّاب السيناريو، ما يضعّف الخرّيجين ولا يطرحهم كصنّاع أفلام ومسلسلات كما يجب أن يكونوا.
من يلفتك من كتّاب التلفزيون؟
الجوّ العام تحسّن، إذ دخل الساحة كتّاب جدد يطرحون وجهات نظر مختلفة وخلّاقة. نحن بحاجة الى “دم جديد” في عالم الكتابة، وعلينا الابتعاد عن مبدأ “التطويل” في المشاهد قدر الإمكان لأنها تبعث الملل لدى المشاهد.
ما سبب “التطويل” برأيك؟تشتري المحطات التلفزيونية مسلسلاً مؤلّفاً من ثلاثين حلقة يمكن أن توجز قصّته بعشر حلقات، فيقع الكاتب والمخرج في فخّ “ملء الهواء” ما يضعّف القصّة والمسلسل.
ماذا عن أعمالك المقبلة؟قرّرتُ أن أدخل عالم التلفزيون من بابه العريض وذلك بالتقرّب من الـKey players، إذ حينها سيشاهدون نوعيّة عملي ويتشجّعون على إعطائي الفرص اللازمة كي أثبت نفسي أكثر في الإخراج والكتابة، فضلاً عن التمثيل.
متى سنشاهد مسلسلاً من كتابتك؟قريباً جداً جداً.
من هو مثالك الأعلى؟الشاعر سعيد عقل.
أين سنراك بعد عشر سنوات؟حين سألتني الإعلامية كاتيا الكعدي هذا السؤال أجبتها ممازحاً: «راوح مكانك»، لكن إجابتي هي أن أكون قد تقدّمت 10 سنوات على الصعد كافة.كلمة أخيرة؟ شكراً «نداء الوطن» على هذه المقابلة وأتمنى لكم الأفضل.