Site icon IMLebanon

الهدف في بيروت مسؤول في حزب الله

اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن كلّ الكلام الإسرائيلي عن الظروف التي أحاطت بسقوط طائرتين من دون طيار في الضاحية الجنوبية لبيروت لا علاقة له بالواقع.

وأوضحت أن المعلومات المتوافرة لدى السلطات اللبنانية المختصة تشير إلى أن إسرائيل استهدفت اغتيال شخص معيّن في الضاحية الجنوبية التي هي معقل حزب الله وليس ورشة لخلط وقود الصواريخ.

ورأت المصادر ذاتها أن الطائرتين الإسرائيليتين انطلقتا من البحر، أي من على ظهر بارجة إسرائيلية اقتربت من الشاطئ اللبناني قبالة بيروت ونفذتا مهمة مكملة لتلك التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في عقربا القريبة من دمشق، ليل السبت – الأحد الماضي، وأدت إلى مقتل اثنين من خبراء الطائرات المسيرة المفخخة يتبعون حزب الله.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وبريطانية نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إن “منشأة التخزين التي تم استهدافها في معقل حزب الله تحتوي على خلاط صناعي متطور لخلط الوقود الصلب المخصص للصواريخ عالية الدقة”.

إلا أن مصادر سياسية لبنانية استبعدت ذلك، مؤكدة أن البناية التي تم استهدافها مكونة من عدة طوابق وليس من المنطقي أن يتم استغلالها لمثل تلك العمليات التصنيعية المتعلقة بوقود الصواريخ، مرجحة أن تكون العملية الإسرائيلية قد استهدفت أشخاصا في حزب الله وليس ورشا لتعبئة الصواريخ.

وقالت المصادر اللبنانية إن الخلاط عادة يصنع من الحديد الصلب المقاوم وكمية المتفجرات المحملة على الطائرة المسيرة لا تكفي لتفجيره. وتشير المعلومات المتوافرة إلى أنّ الشخص المستهدف والذي يمكن أن تكون له علاقة ببرنامج تطوير الصواريخ والطائرات من دون طيّار لم يقتل.

ولاحظت المصادر نفسها أن صحيفة لبنانية ذكرت أخيرا أن الشخص المستهدف قد يكون محمد حيدر، وهو نائب سابق كان يمثل حزب الله في البرلمان اللبناني. لكن المصادر اللبنانية المختصة لم تستطع تأكيد ذلك.

وأشارت إلى أن الإسرائيليين استطاعوا قتل خبيرين جامعيين تابعين لحزب الله في عقربا. وأعلنت إسرائيل أن للخبيرين علاقة ببرنامج تطوير الصواريخ والطائرات من دون طيّار لدى الحزب. والشابان هما حسن يوسف زبيب من النبطية في جنوب لبنان من مواليد 1996 وياسر حمد ظاهر من بلدة بليدة وهو من مواليد 1997.

ولدى سؤال “العرب” أحد المختصين اللبنانيين لماذا يعتقد أن مهمة الطائرتين الإسرائيليتين فشلت، أجاب أنّه لو استطاعت إسرائيل قتل أي مسؤول في حزب الله، لكان على الحزب إعلان ذلك على وجه السرعة، علما أنّه يتمهّل عادة في الإعلان عن هوية قتلاه في سوريا، خصوصا من العناصر التي لا تشغل مناصب حزبية أو عسكرية رفيعة المستوى.

إلا أن صحيفة التايمز البريطانية اعتبرت أن “الحادث في بيروت أكثر إثارة للحيرة من الهجوم الذي أدى إلى مقتل عنصرين من حزب الله في منطقة عقربا السورية في اليوم عينه”، معتبرة في هذا السياق أن “الهجوم في الداخل اللبناني سيعتبر تصعيدا كبيرا، وبالتالي فإن الهجوم على مركز إعلامي للحزب سيكون هدفا مستبعدا”.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية غربية قولها، إن “منشأة التخزين التي تم استهدافها في منطقة الضاحية، معقل حزب الله، تحتوي على خلاط متطور، لخلط الوقود الصلب المخصص للصواريخ عالية الدقة”. مؤكدة أن “الخلاط الصناعي” المستهدف تعرض لأضرار جسيمة، وأن أنظمة التحكم الإلكترونية الموجودة في صندوق منفصل، دمرت بالكامل.

وأشارت إلى أن “الخلاط الصناعي” يعتبر أحد الأجزاء الرئيسية لتكنولوجيا الصواريخ الدقيقة ويتم تصنيعه في إيران.

فيما كتب عاموس هرئيل المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الهجوم على الضاحية، استهدف مركبا مركزيا في مشروع الصواريخ الخاص بحزب الله، وأسفر عن تضرر ماكنة تزن نحو 8 أطنان لإنتاج مواد ضرورية تحسن أداء محركات الصواريخ وترفع مستوى دقتها.

وأكد هرئيل أن هذه الماكنة استهدفت قبل وقت قصير من تنفيذ قرار حزب الله نقلها إلى مكان حصين من الضربات الخارجية. وتوقع أن رد حزب الله قد يشتمل على إطلاق نار باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية أو السورية، وربما إطلاق صواريخ باتجاه العمق الإسرائيلي.

وأضاف أنه من الصعب معرفة ما إذا كان بإمكانه السيطرة على النتائج بشكل تام. كما لم يستبعد إمكانية أن يبادر فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، إلى الرد أيضا.

وسبق وأن استهدفت إسرائيل في السنوات الأخيرة، بالعشرات من الغارات الجوية، قوافل أسلحة بعثت بها إيران إلى حزب الله عن طريق سوريا. وتضررت بالنتيجة إرساليات صواريخ دقيقة، وأجهزة لرفع مستوى الدقة التي كان يفترض أن يتم تركيبها على الصواريخ الموجودة بحوزة حزب الله.

ورغم الدلائل التي تشير إلى أن إسرائيل وحزب الله لا يريدان صراعا شاملا، فقد تصاعد التوتر الذي أثارته واقعة الطائرتين فضلا عن غارة جوية في سوريا، قالت إسرائيل إنها أحبطت هجوما إيرانيا، في وقت حساس بالنسبة للشرق الأوسط.

وأكدت صحيفة هآرتس أن إسرائيل تتعامل بجدية مع تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي قال الأحد الماضي، إن الوقت الذي يمكن أن تضرب فيه إسرائيل لبنان دون عقاب، قد انتهى.