كتب جوني فخري في “العربية. نت”:
بعد أسبوع من اتهامه إسرائيل بخرق السيادة اللبنانية من خلال هجوم بطائرتين مسيّرتين في معقله قرب بيروت، وقتل اثنين من عناصره في غارة في سوريا، ردّ حزب الله في جنوب لبنان أمس الأحد عبر استهداف آلية عسكرية إسرائيلية في مستوطنة أفيفيم قرب الحدود، فرّدت إسرائيل بقصف مكثّف على قرى حدودية لبنانية.
وفي حين تُجمع معظم القوى اللبنانية على استنكار اعتداء إسرائيل على لبنان الذي يأتي في سياق خرقها المستمر للأجواء وبشكل يومي، إلا أن بعض الأحزاب الأساسية المشاركة في الحكومة اختلفت على تحديد وجهة قراري الحرب والسلم والاستراتيجية الدفاعية التي تتمحور حول حصر السلاح بيد الدولة.
واستنكر النائب في “تيار المستقبل” النائب عاصم عراجي لـ”العربية.نت” “الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، لاسيما من خلال الطائرتين المسيّرتين”، إلا أنه شدد على “ضرورة أن تتحمّل الدولة وحدها مسؤولية الردّ على هذه الاعتداءات والدفاع عن السيادة اللبنانية”.
وقال “يجب أن تكون الدولة اللبنانية وحدها صاحبة القرار في الدفاع عن لبنان وليس حزب أو فئة معيّنة، فالجيش هو المخوّل للدفاع عنّا كلبنانيين والسلاح يجب أن يكون محصوراً به فقط”.
كما اعتبر “أن قراري الحرب والسلم يجب أن يكونا بيد الحكومة اللبنانية وليس أي حزب آخر”.
ومنذ حرب تموز 2006 التي انتهت بإقرار مجلس الأمن الدولي القرار 1701 ونشر قوات حفظ السلام الدولية “اليونيفيل” على طول الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، تنعم جبهة الجنوب بالهدوء والاستقرار إلا أن إسرائيل لم توقف يوماً خرقها للأجواء اللبنانية عبر طائرات الاستطلاع.
إلى ذلك، أشار إلى “أن ما حصل في الجنوب الاحد خرق للقرار 1701″، وشدد على “ضرورة البحث مجدداً في الاستراتيجية الدفاعية يكون أساسها وجوهرها الجيش اللبناني، وذلك من أجل “تقوية” الموقف اللبناني عند حصول أي اعتداء إسرائيلي”.
بدوره، اعتبر النائب عن “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا لـ”العربية.نت” “أن ما حصل كان متوقعاً وهو ردّ مدروس وموزون وتحت السيطرة”.
ولفت إلى “أن قرار توسيع دائرة المواجهة بين إسرائيل وحزب الله يعود إلى إيران، ويبدو أنها لا تريد التصعيد حالياً بدليل أن ردّ حزب الله كان مدروساً لا بل أنه كان “حفاظاً على ماء الوجه”.
وقال: “للأسف قرار الحرب والسلم بيد حزب الله، خصوصاً أن خطابات المسؤولين في الدولة، لاسيما من جانب حليفه “التيار الوطني الحر” المُمسك بالسلطة الآن تُشجّعه على التفرّد به”.
إلى ذلك، اعتبر قاطيشا “أن المشكلة الأساسية أن حزب الله يتفرّد بالقرار الاستراتيجي في البلد ولا يعترف بوجود الدولة، والمسؤولون عن هذه الدولة لا يسألونه عن شيء ولا حتى يستدعون أحد مسؤوليه لمناقشة التطورات”.
وأضاف “رئيس الجمهورية وعدنا ببحث الاستراتيجية الدفاعية وحتى اليوم لم يلتزم بذلك بحجّة أن الظروف تبدّلت”، كل دول العالم سواء كان لديها أعداء أو لا أقرّت استراتيجية دفاعية فلماذا نحن لا”؟.
وأسف لأن رئيس الجمهورية “مُستسلم” لحزب الله.
في المقلب الآخر، اعتبر النائب عن “التيار الوطني الحر” إدي معلوف لـ”العربية.نت” “أن ردّ حزب الله كان متوقعاً وحقق أهدافه، والدولة اللبنانية كانت وُضعت في أجوائه منذ أسبوع انطلاقاً من مواقف المسؤولين فيها”.
وتوقّع “عدم التصعيد إلا في حال اعتدت إسرائيل مجدداً على لبنان”. كما أشار إلى “أن البيان الوزاري للحكومة اللبنانية واضح لجهة تضمّنه معادلة الشعب والجيش والمقاومة، وأي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيُواجه انطلاقاً من هذه المعادلة وتكامل عناصرها الثلاثة، وعند حصول أي اعتداء علينا، سنشهد “مزيجاً” من الردّ، إما من خلال الجيش أو المقاومة أو الشعب اللبناني”.
وختم معلوف حديثه جازماً “بأنه ممنوع على إسرائيل أن تمدّ يدها على لبنان من دون ردّ من قبلنا”، معتبراً “أن ما حصل في الجنوب الأحد يأتي ضمن حق لبنان في الدفاع عن نفسه”.