Site icon IMLebanon

وساطة ماكرون في سباق مع الوقت.. وبحث لجلوس طهران مع الاميركيين

في إطار الوساطة التي تقوم بها فرنسا بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، لانهاء الصراع بينهما حول الاتفاق النووي، يصل الى باريس الاثنين، وفد ايراني لاجراء جولة محادثات جديدة. وفي السياق، قال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الذي كان حط في “بياريتز” نهاية الشهر الماضي، ان “محادثاتنا مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كانت إيجابية وتناولت مدى التزام الأوروبيين بتعهداتهم”.

اما متحدث باسم الحكومة الإيرانية، فأشار إلى تقارب في وجهات النظر بين إيران وفرنسا في ما يتعلق ببرنامج طهران النووي، خصوصًا بعد مكالمات هاتفية بين الرئيس حسن روحاني ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وقال علي ربيعي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي “لحسن الحظ أصبحت وجهات النظر أقرب في العديد من القضايا وتجري الآن مناقشات فنية بشأن سبل تنفيذ التزامات الأوروبيين في الاتفاق النووي”.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد لوّح أمس، بأن بلاده ستنفذ المرحلة الثالثة من إجراءاتها إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها. وخلال اتصال هاتفي بنظيره الفرنسي، قال إن “تنفيذ الاتفاق بشكل كامل وأمن الملاحة في كل الممرات المائية هدفان أساسيان”. أما ماكرون فأكد لروحاني أن “استمرار الحوار وحل المشكلات عبر التفاوض قرار صائب”.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، سينقل الوفد (برئاسة المساعد السياسي لوزير الخارجية عباس عراقجي، والذي يضم ممثلين عن وزارة النفط والبنك المركزي الإيراني) الى فرنسا، الشروط الايرانية، لحصول اجتماع بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والايراني حسن روحاني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة هذا الشهر. وقد تبين ان المحادثات، حتى الساعة، لم تتطرق الى الشروط بل يسعى الفرنسيون الى ابقاء الاوضاع كما هي الآن بين الجانبين. فاذا نجح الاجتماع، سيعقبه اعلان من ترامب عن رفع العقوبات تدريجيا والافراج عن الارصدة الايرانية المحجوزة في المصارف الاميركية وعودة الشركات العملاقة الى العمل في ايران بعد رفع الحظر عنها وعدم فرض عقوبات عليها، اضافة الى مواضيع اخرى. غير ان هذا السيناريو، لا يبدو حتى الآن، محط ترحيب من قِبل “الجمهورية الاسلامية” التي لا تزال تصر على رفع العقوبات قبل اي حوار مع الاميركيين. أما الجانب الاميركي، وإن كان أكثر انفتاحا على الجلوس مع الايرانيين الى الطاولة نفسها، الا انه بدوره، لا يكتفي بالوعود الكلامية ويريد التزاما مكتوبا وموثقا في الامم المتحدة، حتى يتمكن في اي وقت، ومتى دعت الحاجة، من العودة اليه.

جولة المشاورات الايرانية – الفرنسية المنتظرة ستكون حلقة جديدة في سلسلة المساعي الفرنسية “التوفيقية”. وقد دخلت الاخيرة في سباق مع الوقت، بحسب المصادر، وستشكل اجتماعات الامم المتحدة نهاية الشهر، حدّها الفاصل، فهل سينجح ماكرون في مهمّته ؟ أم تحول الشروط والشروط المضادة دون تحقيقه الخرق المطلوب؟

وكان واعظي أكد أن الوفد “سيناقش المقترحات الجديدة التي قدمها ماكرون بعد أن كانت طهران رفضت جزءا كبيرا من مقترحات وافقت عليها مجموعة الدول السبع”. وأضاف أن البلدين تبادلا مقترحات قبل أسبوعين، كما قامت طهران “بتعديل مقترح فرنسي”. ولفت واعظي إلى أن “الاتصال الهاتفي بين الرئيسين روحاني وماكرون أمس استمر ساعتين، وبحثا قضايا سياسية واقتصادية تتعلق بالعلاقات المصرفية”.