أطلق رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من بعبدا، على طاولة الحوار الاقتصادي – المالي، صرخة أعلن فيها أن “الوضع بات خطيراً لدرجة أنّ كل السلطة السياسية باتت فاقدة لمصداقيتها أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وبالتالي يجب الشروع في تشكيل فريق حكومي جديد من الاختصاصيين والتقنيين، يتولى من خلاله أصحاب الاختصاص إيجاد الحلول الجذرية للوضع الاقتصادي”. فهل تحظى حكومة التقنيين بغطاء ودعم من كل القوى السياسية، كي تتمكن من القيام بمهامها الإصلاحية، كما تمنّى جعجع؟
عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أكد لـ”المركزية”، “لأن هذا الكلام أصبح وراءنا. نظرياً نتمنّى لو يُطبّق، إنما عملياً يدخل في إطار رفع السقف فقط ولا يمكن أن يتحقق في هذه اللحظة”.
ومع تردّي الاوضاع الاقتصادية يوماً بعد يوم، رأى علوش “أن هناك خوفاً أكيداً على “سيدر”، خاصة في ظل المعوقات والجدل المستمر والوضع الأمني غير المشجع كفاية والعملية الاصلاحية المتوقفة”، متسائلاً: “عملياً، إذا لم يرَ من يريد إعطاء المال، أي افق استثماري جدّي لهذا المال، ووقف للهدر، اقله في موضوع الكهرباء، كيف سيثق بنا؟”
وأضاف: “ليس لدينا اي رؤية مستقبلية، علماً ان الجميع مقتنع ان باستطاعة لبنان وقف الهدر في هذه اللحظة بالذات، إنما الامور ليست في هذا الاتجاه”.
وردا على سؤال حول حوار بعبدا الاقتصادي، لفت علوش “إلى أن المواويل نفسها التي نغنيها دوماً، منذ نشأة الدولة اللبنانية حتى اليوم تكررت أمس، لا اكثر”، لافتاً إلى “أن رغم كل هذه المعطيات، لا نريد ان نظهر بمظهر المتشائم، الذي يحاول ضرب مصلحة بلده، لكن في النهاية وبكل موضوعية، لم نلمس حتى الآن ما يعطينا بارقة أمل ولو بسيط، وأن نبرهن أننا تعلمنا الدروس. إنما للأسف، لم نتعلم وما زال منطق الشركة المساهمة او الشركاء المُضارِبين الذين يتداخلون بعضهم ببعض مسيطراً، وما زال منطق “اللطش” قائماً بينهم”.
وعن قول أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله بأن “لم تعد لدينا خطوط حمراء على الإطلاق” أجاب: “لا جديد في الموضوع”، معتبراً “أن هناك حفلة زجل قائمة بين نصرالله ونتنياهو، وكل منهما يرد على الآخر ليبرهن من الأقوى”، وموضحاً “أن الجزء الاكبر من الكلام الذي سمعته الاسبوع الماضي، “مسخرة بمسخرة”.
في النهاية، المواطن يدفع الثمن، من هرب ليلة الاحد من المقاهي والمطاعم يدفع الثمن، الاقتصاد الذي ينهار يدفع ايضاً الثمن، والثقة في البلد، كل ذلك على وقع حفلة الزجل القائمة بين ايران واميركا ومن تنفيذ وكلائهما نتنياهو ونصرالله”.