Site icon IMLebanon

“مقاصد صيدا” تحسم قرارها رغم “المعارضة”

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

 

حسم رئيس “جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية” في صيدا يوسف النقيب، الجدل في ما يتعلق بالعطلة الأسبوعية في مدارسها، فأعلن إلغاء عطلة يوم الجمعة واستبدالها بيوم السبت في ثانوية “الحسام” في منطقة “الشرحبيل”، وحدها دون سواها، ليصبح يوم تدريس حتى الساعة الحادية عشرة ظهراً، ليتمكن الطلاب والأساتذة من أداء الصلاة، وأبقى العطلة الأسبوعية في مدارس المقاصد الأخرى (عائشة أم المؤمنين، الدوحة وثانوية المقاصد) على حالها يومي الجمعة والأحد.

قرار الحسم، جاء بعد ضجة أثيرت منذ أشهر، في أروقة المدينة وبين فاعلياتها وقواها السياسية والتربوية وفي الصالونات العائلية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والتي رفضت مثل هكذا قرار باعتباره بداية لتغيير توجهات المقاصد وبدء انفصالها عن المجتمع الصيداوي الذي يعتبرها واحدة من أقدم الجمعيات الأهلية العاملة وأعرقها في مدينة صيدا، وكانت القوى السياسية تتنافس على الفوز بانتخابات مجلسها الاداري إلى حد اعتبارها في يوم من الأيام، بأنها “بروفه” للانتخابات البلدية والنيابية، ولكن بريقها تراجع منذ سنوات مع الأزمة المالية التي بدأت تدب في أروقتها والتغيّر في بعض قوانينها.

وحرص النقيب، على تمرير “رسائل” في اتجاهات مختلفة وصولاً لاتخاذ هذا القرار، بعد اجراء استفتاء من “لجنة الأهل” في الثانوية نفسها، فعدّد الأسباب. “أولها: الاطلاع على مواقف جميع الأطراف الفعالة في صيدا بما فيها مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مجموعة من العلماء وعدد من فاعليات صيدا. ثانيها: الأزمة المالية لأننا بحاجة إلى مبلغ ما بين 500 و750 مليون ليرة ونحن بحاجة ماسة له. ثالثها: لأن التعطيل يومي السبت والأحد سيشجع أهالي كثراً على تسجيل أبنائهم في ثانوية حسام الدين الحريري وكانوا ينتظرون القرار وإلا سيذهبون إلى مدارس اخرى. رابعها: أكثر من 45% من طلاب ثانوية حسام الدين الحريري من خارج صيدا وهم من الاقليم والجنوب، وهؤلاء التلامذة أهاليهم موظفون يعطلون يومي السبت والأحد، وطالبوا بأن تكون العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، وبناء عليه قام الأهالي باستفتاء بينهم فكانت النتيجة أن 93% من الأهالي يؤيدون هذا الخيار. خامسها: القرار سيقتصر فقط على ثانوية الحسام ولن يشمل باقي مدارس المقاصد ولا دوام مكاتب الجمعية”.

لكن المفتي سوسان عاد ووجه رسالة إلى الجمعية قال فيها: “بعد مراجعتي كثيراً من المواطنين الصيداويين الحريصين على المقاصد ورسالتها، وباسمي الشخصي وباسم تراث وتاريخ هذه المؤسسة التي لعبت دوراً أساسياً في تاريخ صيدا وتراثها، فإننا نهيب بالإخوة في المجلس الاداري العودة عن هذا القرار، وتثبيت التعطيل يوم الجمعة لمؤسساتنا وخصوصاً الاسلامية منها وفي مقدمها المقاصد. فالتعطيل يوم الجمعة هو مسار تاريخي وديني ووطني لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ودار الافتاء في صيدا وأقضيتها. ونطلب من أعضاء الهيئة العامة الحريصة العمل على إلغاء هذا القرار”.

في المقابل، كان موقف “الجماعة الاسلامية” أكثر تشدداً، فأخذت على “المقاصد أسلوبها الملتوي الذي استخفت فيه بعقول الصيداويين عندما اختبأت خلف جهة غير ذات صلاحية في اتخاذ قرارات إدارية (لجنة أهالي الطلاب في مدرسة الحسام)، لتسوّق للفكرة التي تخالف أبجديات ما أنشئت من أجله المقاصد في المحافظة على الهوية الصيداوية في وجه عاصفة التغريب التي اجتاحتها في فترة زمنية سابقة، مؤكدة أنه بعد التواصل مع عدد من أعضاء لجنة الأهل لمناقشتهم ودعوتهم للتراجع عن المضي بهذا القرار، تبين لنا ان لجنة الأهل ليست إلا واجهة تتلطى خلفها الهيئة الإدارية، فجرى التواصل مع رئيس الهيئة الإدارية وكان واضحاً من النقاش معه أن القرار قد اتخذ، وما يجري لا يعدو كونه تسويقاً له”.