في 17 ايلول الجاري، تُفتتح الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على ان تعقد المناقشة العامة في 24 منه. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يرأس وفد لبنان الذي لم تحدد عضويته حتى اللحظة كما تؤكد دوائر قصر بعبدا لـ”المركزية”. غير ان الثابت والاكيد ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيكون في عداد الوفد الوزاري، وقد ينضم اليه على الارجح من هناك كونه سيفتتح في 20 ايلول مؤتمر الطاقة الاغترابية لابناء الجالية اللبنانية في اميركا الشمالية الذي يمتد على مدى يومين ويستضيف شخصيات لبنانية منتشرة واخرى من اصل لبناني تبوأت مناصب رفيعة في الاغتراب ويناقش الفرص المتاحة والريادة في الاعمال.
وتفيد اوساط مطلعة “المركزية” ان شكل الوفد سيتحدد في ضوء اجندة المواعيد واللقاءات التي يسعى لبنان لترتيبها مع الادارة الاميركية، فإذ ما تأمنت يصار على اساسها الى تشكيل الوفد نسبة للمسؤولين الذين سيلتقيهم في واشنطن قبل ان ينتقل الى نيويورك حيث يلقي كلمة لبنان التي تتجه الانظار الدولية عموما والاميركية خصوصا الى ما يمكن ان تتضمنه من مواقف يفترض الا تغيب عنها التطورات الامنية الاخيرة والمناوشات بين حزب الله والدولة العبرية التي حضرت في شكوى لبنان الى مجلس الامن على خلفية الخرق الاسرائيلي “بالمسيّرتين” في الضاحية الجنوبية لبيروت، لـ” ادانة الخرق الإسرائيلي الخطير للسيادة اللبنانية”، كما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية في اعقاب الخرق.
مشاركة لبنان هذا العام لا تشبه سابقاتها، ان لجهة مصادفتها زمنيا بعيد الخرق الامني الاسرائيلي لقلب العاصمة وما اعقبه من رد لحزب الله الاحد الماضي بضرب آلية عسكرية اسرائيلية داخل الأراضي المحتلة ومواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن أن “أكبر خط أحمر كسرته المقاومة ولن نعترف بالخط الأزرق اذا هاجمتنا اسرائيل مجددا”، واعتبارالرئيس عون ما جرى “اعلان حرب” وبيان المجلس الاعلى للدفاع في شأن “حق اللبنانيين” بالدفاع عن ارضهم، او من زاوية استمرار واشنطن في شد الخناق على حزب الله بحبل العقوبات الى الدرجة القصوى مع فرضها على عدد من نوابه وكبار قادته، وتسريب معلومات عن انها ستطال شخصيات من خارج الحزب وتحديدا من دائرة الحلفاء، وقد ترددت اسماء الوزيرين سليم جريصاتي وباسيل اضافة الى النائب طلال ارسلان.
مجمل هذه المعطيات يتوقع، كما تقول الاوساط، ان تؤخذ في اعتبار المشرفين على تشكيل الوفد المرافق وعلى كلمة الرئيس عون التي لن يغيب عنها، كما في كل عام، التأكيد على اعتماد لبنان مركزا لحوار الحضارات كونه مؤهلا لهذا الدور نظرا لتكوينه السياسي والطائفي حيث تتعايش فيه 18 طائفة في شراكة ووحدة.
وتذكر في السياق، ان الرئيس الراحل شارل حلو اصطحب معه الى الامم المتحدة بعد الغارة الاسرائيلية على مطار بيروت وفدا وطنيا ضم رئيسي المجلس النيابي والحكومة وعددا من الوزراء والقيادات كالرئيس كميل شمعون تولوا شرح ما جرى لكبار القادة والمسؤولين الدوليين، سائلة هل يحذو الرئيس عون حذوه تأكيدا على الوحدة الوطنية في مواجهة خروقات اسرائيل المستمرة للقرار 1701؟
اما في الكلمة امام الجمعية العمومية، فتعتبر المصادر انها ستكون مفصلية ازاء ما تتضمنه، فإما انها تؤكد امساك الدولة بقرارها وسيادتها والنأي بنفسها وحيادها عن صراع المحاور فلا يتم تبني خيار المقاومة التي تخدم اهدافا عابرة للحدود، او تذهب في الاتجاه المعاكس وتقصي لبنان عن المجتمع الدولي لتتدرج انذاك العقوبات تصاعديا في اتجاه المُسَرب في شأنها من معلومات عن استهداف سياسيين قريبين من بعبدا، خصوصا ان بعض الاوراق الرئاسية قد تتطلب اجراءات من هذا النوع، وفق المصادر.