كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
انشغلت القوى الفلسطينية في لبنان بمتابعة ثلاثة ملفات ساخنة ذات ارتباط مباشر وغير مباشر بحفظ أمن المخيمات والحفاظ على القضية الفلسطينية، وذلك من خلال جملة من القرارات الاميركية المتدحرجة أو ما عرف بـ”صفقة القرن”.
أول هذه الملفات، التطور اللافت الذي تمثل بقيام أحد أبرز المطلوبين، الإسلامي المتشدد فادي ابراهيم أحمد علي أحمد الملقب “ابو خطاب” المصري، بتسليم نفسه الى مخابرات الجيش في صيدا عند حاجز التعمير التحتاني على مدخل مخيم عين الحلوة، بعدما شغل الأجهزة الأمنية لمدة سنتين ونيف باعتباره “الرأس المدبر” لخلية تابعة لتنظيم “داعش” الارهابي، كانت تخطّط وتحضّر لتنفيذ عمل إرهابي في الداخل اللبناني.
وأوضحت مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن”، أنّ “أبو خطاب” دخل إلى مخيم عين الحلوة في تشرين الثاني 2014 برفقة المطلوب البارز شادي المولوي، وأقام في منطقة التعمير المتداخلة مع المخيم وتزوج وأقام فيه وفتح “مطعم فول” في المنطقة، وقد برز اسمه كمطلوب خطير في أيلول من العام 2017 إثر كشف مخابرات الجيش حينها خلية تابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي، كانت تخطط وتحضر للقيام بعمل إرهابي وهي مؤلفة من 19 شخصاً، وقد اعترف عدد من الموقوفين بأنّهم يتلقّون تعليماتهم منه بانتظار تحديد ساعة الصفر.
وفي أواخر أيلول من العام نفسه، فرّ “أبو خطاب” من مخيم عين الحلوة، وظهر حينها في فيديو مصوّر في منطقة جونيه وهو في طريقه الى سوريا، نفى فيه التهم التي وجهت إليه، معلناً خروجه من عين الحلوة “رأفةً بالمشايخ والأهالي فيه الطيبين والأطفال والنساء”، قبل أن يعود لاحقاً إلى المخيم ويبقى متوارياً في داخله حتى تسليم نفسه!
ثاني هذه الملفات، الدعوة الجماعية للهجرة من المخيمات الفلسطينية، وقد برز فيها تطوران: الأول استقالة أحد منسقي “الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الإنساني في لبنان”، عقب لقاء عقد مع بعض أركان السفارة الكندية في لبنان، وتبيّن من خلاله استحالة الحصول على موافقة جماعية للهجرة، لأن ذلك يرتبط بالأمم المتحدة ووكالة “الأونروا” وبقدرة كندا على الاستيعاب وسواها، ما دفعه إلى الاستقالة بعد قيام الهيئة بتسجيل أسماء الراغبين بالهجرة في مختلف المناطق والمخيمات الفلسطينية وكانت المفاجأة أنّ الأعداد كبيرة، والتطور الثاني تمثل بالضجة التي أثيرت حول ما كشفه مسؤول فلسطيني بأنّ نحو 40 ألف فلسطيني غادروا لبنان في السنوات الأربع الأخيرة من طريق الهجرة الشرعية عبر المطار، من دون احتساب من سلك الطرق غير الشرعية براً، وأن المشروع الأميركي المرتبط بصفقة القرن يهدف إلى توطين ما بين 75 إلى 100 ألف فلسطيني في لبنان وتهجير الباقي إلى أكثر من بلد، وما تحدث عنه مسؤول آخر من “تفاهم أميركي مع كندا لاستقبال 100 ألف فلسطيني (40 ألفاً من فلسطينيي لبنان و60 ألفاً من فلسطينيي سوريا)، وتفاهم أميركي مع إسبانيا لتستقبل 16 ألف فلسطيني من لبنان، إضافة إلى تفاهمات مماثلة مع بلجيكا وفرنسا”.
وثالث هذه الملفات، إستمرار الحراك الشعبي الاحتجاجي، على قرار وزارة العمل بشأن المؤسسات والعمال الفلسطينيين في لبنان بفرض الحصول على “إجازة عمل”، في وقت استمرت المسيرات الغاضبة على مدى الأيام الماضية.