شكا وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد من “ارتفاع كلفة الطبابة وأسعار الأدوية”، داعيا أصحاب المستشفيات الحكومية والخاصة ومدراءها والصيادلة والعاملين بالشأن الصحي الى “رفع موازنة وزارة الصحة أربعة أضعاف لأنها تخص شؤون صحة اللبنانيين جميعا”، وقال: “سأكون أول المؤيدين على طاولة مجلس الوزراء وأي رقم يوضع في موازنة وزارة الصحة سنوافق عليه”.
كلام مراد جاء في خلال استقباله وزير الصحة جميل جبق على مأدبة غداء أقامها على شرفه في دارته في شتورا، بحضور عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب أنور جمعة.
وأشاد مراد بدور جبق وبما يجسده من “خط مقاوم داعم للقضية الفلسطينية”، وقال: “نحن كحزب اتحاد نؤمن وندعم كل من يحمل السلاح في وجه العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان”.
وتابع: “هناك مطالب تتعلق بالصحة مرتبطة بنهر الليطاني الذي همش الزراعة والتصدير في البقاع بشكل خاص وفي كل لبنان بشكل عام. وهذا الموضوع سنطرحه في موازنة العام 2020، وكما فعلنا خطة الطوارئ الخاصة بالنفايات المطلوب أن نفعل خطة خاصة بالليطاني”.
من جهة أخرى، طالب مراد ب”إيجاد حل لمشكلة الرسوم المرتفعة التي تعرقل عملية التصدير اللبناني عبر سوريا الى الخارج”، مؤكدا أنه “يجب علينا أن نستعيد الـ800 مليون دولار التي كانت تأتي من عائدات التصدير الى الخزينة اللبنانية”، وأنه “آن الأوان لمناقشة سوريا في هذا الموضوع”.
بدوره، رأى جبق أن “حالة من الترهل دخلت الى القطاع الطبي والإستشفائي، وقضت على المؤسسات الإستشفائية أي على الإستشفاء الحقيقي”، مضيفا: “لولا بعض المستشفيات في البقاع لكان الوضع في الويل”.
وتابع وزير الصحة قائلا: “لدينا خطة لموازنة 2020 تقضي برفع بند الإستشفاء لرفع السقوف المالية، وما سنقوم به هو رفع السقوف للمستشفيات المتخصصة بالتمييل والقلب وعلاجات السرطان، ومن أجل تخصيص مبالغ معينة نحاول في الوقت نفسه بناء مستشفيات في البقاع والشمال”.
وقال: “مستشفيات البقاع قدمت خدمات خلال العقود التي مضت وكلنا يعرف حالة التقشف اليوم. وبدراسة بسيطة، لو قدر لنا أن نغطي طلبات الناس، يلزمنا ضعف الموازنة أي حوالي مليار دولار. وكما نتحدث عن البقاع، فهناك مناطق أخرى لا تقل حرمانا عن البقاع في الشمال وعكار. وإن كل ما نقوم به هو أن نكون شفافين بترشيد الإقتصاد لكي نستطيع أن نكمل بميزانية لتغطية متطلبات المستشفيات”.
وشدد جبق على “التعاون مع القطاع الخاص من أجل تلبية رغبات المحتاجين من الآن وحتى العام 2020″، وقال: “سنعمل على تفعيل مراكز الرعاية الأولية كي لا يضطر أي مريض عند أي انتكاسة طفيفة أن يدخل الى المستشفى، لأن هذه القضية تسبب إرباكا، ليس لنا وحدنا، بل للجهات الضامنة أيضا، وعندما نرشد العلاج في المراكز الأولية يمكننا أن نحافظ على المبالغ الموجودة”.
من جهة أخرى، تناول جبق الوضع البيئي الناجم عن تلوث نهر الليطاني، وقال: “علينا أن لا ننظر الى هذا الأمر باستخفاف واستهزاء، فالليطاني تحول الى بؤرة للتلوث والأمراض السرطانية التي ارتفعت ثلاثة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية وفق تقرير المنظمات العالمية. أصبحنا في المرتبة الأولى في أمراض الرئة والكبد، ولا يكفي أن نراقب المصانع، فحتى نفايات المستشفيات نسعى الى حل مشكلتها في البقاع وبيروت، الى جانب الكم الهائل من النازحين السوريين وانتشار المكبات العشوائية غير المدروسة”.