أشار عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انطوان حبشي إلى أنه “من ليسوا قادرين على تحمل بناء السيادة، سنبقى بجانبهم نساعدهم رغم تلكؤهم، لان لبنان ستعود له سيادته، وليس هناك كيان لبناني مثلما نراه اليوم بل مثلما سلمونا إياه اجدادنا. في الوقت نفسه، بناء الدولة له علاقة أساسية في السيادة ولكن له علاقة ايضا بكيفية إدارة الدولة”.
وتابع: “طريقة إدارة الدولة انتجت دين تسعين مليار دولار تقريبا. كان الامل الأساسي ان تتغير طريقة إدارة الدولة لكن لغاية اليوم، للأسف، ليس هناك أي تقدم او تغيير جذري، فما الذي يمنع؟ الا اذا كانت الصفقات أصبحت اهم من كل مسيرة النضال”.
وجاء كلامه خلال عشاء سنوي نظمته منطقة جزين في حزب “القوات اللبنانية”، برعاية رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، في مطعم الشلال ـ جزين.
وقال حبشي انه “لا يمكن للجنوب ان يلعب دوره الحقيقي الا عندما تمتلكون الإرادة والثقافة في قلبكم وعقلكم، وتتعمم لدى كل الناس المحيطة بكم، لأن ثقافة الحياة اقوى من ثقافة الموت. أنظر إليكم وارى الصلابة كصلابة الجبل الذي تشكلونه، أرى الصفاء كصفاء المياه التي تنبض بينابيعكم. أنظر إليكم وارى كل القدرة والدينامية مثل خضار الصنوبر الذي يحيط بكم، ويشرفني ان اقف بينكم واتحدث معكم في هذه المنطقة العزيزة”.
وتابع: “ان هذه المنطقة ارتباطها بالقوات عضوي شاء من شاء وابى من ابى، ارتباطها بالقوات له علاقة بارتباطها بالقضية، له علاقة بأن هذه المنطقة لم تفكر يوما بشكل ضيق. عندما كان الخطر على مجتمعنا، لم تدافع جزين عن نفسها فقط، بل كانت موجودة في كل بقعة من لبنان. هي التي تجمدت على تلال صنين عندما كان فؤاد نمور ابن وادي بعنقودين وجورج نخلة ابن جزين ذاهبين للدفاع عن زحلة. هذا مثل عن حضورها في وقت الخطر، بل ايضا في وقت النضال السلمي، كانت حاضرة لتقول نحن موجودون، عندما اغتيل على غفلة من الزمن وبالجبن بيار بولس”.
وأردف: “اخذوا بيار بولس لكي نتمكن من ان نجتمع اليوم هنا. اريد ان أقول لكم ماذا يعني ان تكون قوات لبنانية، يعني الا تنسى رفيقا من رفاقك، ولا تسمح ان ينام شهيدك في غير ارضه، وبعد 34 عاما، يعود الشهيد نعمان كرم الى أرضه. القوات هي هذه القوة التي أنتم تشكلونها وشكلتموها في اخر انتخابات نيابية، وعندما تنبع قوة من ذاته ولم يستطع ان يؤمن حاصلا انتخابيا سيفوز في المرة المقبلة ويشكل عصب القوة لكي يقود مجتمعنا في الاتجاه الصحيح”.
وأشار إلى أنه “من أجل كل ما تحدثت عنه، من أجل تضحيات فؤاد نمور وجورج نخلة وبيار بولس ونعمان كرم وغيرهم من الرفاق، ما راحوا لان موقفنا السياسي واضح ولن يحيد قيد انملة. ما راحوا لان الذي قلناه من عشرة وعشرين عاما والذي قاله المؤسس الشيخ بشير الجميل لم يتغير بجوهره. نحن لسنا من أولئك الذين يتحدثون اليوم عن شيء وبعد عشر دقائق يتصرفون عكس اقوالهم، هذا الثبات في الخط هو الوحيد الذي سينهض بمجتمعنا ويرفع الوطن ويبني الدولة”.
واعتبر أنه “في ظل المؤامرات وفي الوقت الذي كان كثر يتصورون فيه اننا لا نستطيع الوقوف، وبقيت مساحة الحرية بحجم زنزانة وبالكاد تمكنا من اخذ النفس، اليوم أصبح باستطاعتنا قطع انفاس الكثيرين. الوقت ليس له قيمة في اهدافنا، واهدافنا هي القيمة الأساسية ومهما تطلبت من وقت سنحققها”.
ولفت إلى أننا “اليوم لدينا فرح كبير وأمل بإمكانية إعادة احياء الوطن من خلال لبننة استحقاق أساسي وكسر فراغ بمؤسسة رئيسية وهي رئاسة الجمهورية، لكن على أسس واضحة. كان هدفنا من خلال هذا الامل الذي خلقناه ونحن مقتنعون به، إعادة الوطن وبناء الدولة ان من خلال تأمين توازن داخلي والذي بجزء منه تم من خلال إيصال رئيس الجمهورية ويستطيع ان يكمل. ولكن هذه التسوية كانت لديها اهداف أخرى من المعيب ان نتنكر لها. ومن احد أهدافها الأخرى إعادة السيادة للدولة من دون ان نتنكر لإمكانية ان نحمل مصيرنا بيدنا، لكن للأسف ما نراه اليوم لا يدل الا على الاستسلام والخوف والخضوع امام أي إرادة خارج السيادة، والتخلي عنها بشكل كامل لفريق من اللبنانيين في الوقت الذي يجب ان يحملها جميع اللبنانيين الذين يتمثلون في السلطة التنفيذية، وتحديدا رئيس الجمهورية الذي يجب ان يكون حامي الدستور وراعيه والمحافظ عليه”.
وقال حبشي: “نحن ليس لدينا المن والسلوى لنقدمه لكم، لدينا فؤاد نمور وجورج نخلة وبيار بولس ونعمان كرم. لدينا كل قناعاتنا والمؤكد انه مهما كانت الصعوبات سنصل الى المرفأ الذي نريد. نقول للناس الذين يعتبرون ان الدولة او الانتماء الى حزب سياسي هي فرصة او مجال للافادة وتوظيف الأقارب ان في الكازينو او الطاقة، نحن ليس لدينا أي فرص من هذا النوع، بل لدينا القدرة ان نقول ان مسيرتنا مهما كانت طويلة وصعبة ستصل لبناء الدولة والوطن الذي يسمح لكل ابنائكم ان يصلوا بكفاءتهم. والأحزاب التي تقوم بعكس ذلك لن تصل الى أي مكان خصوصا ان المنطق الفاسد يضيق ويضحي بكل الناس للسماح لفرد بالتنعم على حساب الباقين”.
وأكد أن “الدولة التي نحلم بها سنحققها، وهنا نقول ما راحوا، باقون معنا وفي ضميرنا لانهم الجذور التي تسمح للقوات ان تتغذى وتنمى لكي تكون اغصانها خضراء وتعطي ثمارها وتصل بالوطن الى السماء على قدر تضحيات شهدائنا. لتحيا منطقة جزين، لتحيا القوات اللبنانية ليحيا لبنان”.