يرى “حزب الله” في استقالة مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي جون بولتون هدفاً ثميناً سجّله محور المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلامية في مرمى الرئيس دونالد ترامب، وفي “الوقت الحرج”.
ففي وقت تتعرّض ايران لاقصى انواع الضغوط منذ خروج الولايات المتحدة الاميركية من الاتفاق النووي في العام 2015 وعودتها لسلوك خيار العقوبات الذي يُكلّف اقتصادها خسائر بمليارات الدولارات، جاءت استقالة بولتون احد اهم صقور الادارة الاميركية الحالية و”مهندس” استراتيجية احتواء ايران والداعي الى تغيير نظام الملالة وتوجيه ضربة عسكرية له، لتزيد قناعة محور المقاومة وحزب الله الذي يُعتبر اهم اجزائه بان ترامب بدأ يقتنع بصوابية قرار وقف العقوبات من اجل استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران كخطوة اساسية تُطالب بها ايران للالتزام بالاتفاق النووي ووقف تصنيع الصواريخ البالستية.
واذ وصفت مصادر “حزب الله” عبر “المركزية” استقالة بولتون بـ”النصر لمن هم ضده وضد سياساته”، فهو كان من الصقور “المتطرّفين” لمصلحة اسرائيل”، الا انها لفتت في الوقت نفسه الى “ضرورة إنتظار ما سيحصل لاحقاً لجهة تحديد هوية خلفه وما اذا كان سيواصل سياسات بولتون ذاتها كمستشار للامن القومي”.
واعتبرت “ان خروج بولتون من إدارة ترامب يصبّ في مصلحة ايران وما تتعرّض له من ضغوط كان وراءها بولتون الذي لم يتوان عن اعلان موقفه بضرورة توجيه ضربة عسكرية لطهران”.
وليس بعيداً من العقوبات وما يُروّج في الكواليس عن رزمة جديدة قد تطال هذه المرّة نواباً لبنانيين جدداً اضافةً الى حلفاء حزب الله، لاسيما المسيحيين منهم، قالت مصادر الحزب “علينا انتظار ما سيحصل، علماً ان لا شيء مستغرباً من ادارة اميركية برئاسة ترامب تتّخذ خطوات عدة فقط لتضييق الخناق على ايران وحلفائها”.
وفي حين اسفت المصادر “لان العقوبات لم تعد محصورة بقادة الحزب وانما باللبنانيين عامة، والشيعة خاصة، وهو ما تبيّن مع ما حصل مع “جمّال ترست بنك” المعروف ان لا علاقة لنا به، فقط لان إدارته شيعية”، دعت المصادر المسؤولين في الدولة، خصوصاً رئيس الحكومة سعد الحريري الى التحدّث مع الاميركيين في هذا المجال، لان الوضع لم يعد يحتمل مزيداً من العقوبات التي لا توفّر احداً وتؤثّر على الاقتصاد بشكل عام”.
الى ذلك، اوضحت مصادر الحزب “اننا لم نتجاوز اصلاً حدود قواعد الاشتباك التي ارساها القرار 1701 ، لكن ولّى زمن عدم الردّ على الاعتداءات الاسرائيلية. فالمقاومة هي رد فعل وليس فعلاً، وبالتالي فإن اي اعتداء على لبنان سيُردّ عليه، لكن الردّ ليس محدوداً بأي مكان، فكما تخرق اسرائيل الاجواء حتى الشمال في شكل شبه يومي من حقّنا ان نردّ عليها في المكان الذي نراه مناسباً”.
وابدت مصادر حزب الله ارتياحها للاجواء التوافقية “الهادئة” التي تُخيّم على علاقات القوى السياسية. فما حصل اخيراً من مصالحات ولقاءات امر جيّد وايجابي يخفف من منسوب التشنّج ويُساعد على تمرير الازمات الداخلية باقل اضرار ممكنة، لاسيما الاقتصادية منها”.
وفي السياق، اكدت مصادر حزب الله “اننا سنتصدّى لاي اجراءات ضريبية قد تمسّ جيوب الفقراء او تطال ذوي الدخل المحدود اثناء مناقشة مشروع موازنة 2020. فإذا كانوا يريدون تحصيل نفقات فما عليهم الا طرق باب كبار المحميات التي باتت معروفة لدى الجميع”.