شهدت الساحة السياسية في الآونة الأخيرة حركة لقاءات ومصالحات على اكثر من محور، طرحت تساؤلات عمّا اذا كانت ستنعكس ايجابياً على أداء العمل الحكومي أم أنها ستكون أداة لتمرير التعيينات والصفقات وتقاسم الحصص. بعد اللقاء الخماسي في قصر بعبدا ومصالحة رئيسي الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط و”الديمقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان، جمعت مأدبة الغداء في قصر بيت الدين وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وجنبلاط، ومن ثم جرى لقاء أيضاً في اللقلوق بين باسيل ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، الذي تزامن مع لقاء جمع “الاشتراكي” و”حزب الله” في عين التينة برعاية رئيس المجلس النيابي نبيه بري. فهل تستكمل هذه المصالحات بلقاء بين “الاشتراكي” و”الديمقراطي”؟
مدير الاعلام في الحزب “الديمقراطي اللبناني” جاد حيدر أكد لـ”المركزية” “أن الايجابية تسيطر على الأجواء حيث نشهد نوعاً من الهدوء بين الافرقاء”، لافتاً إلى “أن لا موعد لأي لقاء حتى الآن مع “الاشتراكي”، وهذا الأمر مرتبط برئيس الحزب النائب طلال ارسلان”.
وأضاف: “الأمور تسير وفق ما اتفق عليه خلال لقاء بعبدا الخماسي من ناحية الفصل بين المسارات الثلاثة السياسي والامني والقضائي. المسار السياسي بدأ بلقاء بعبدا وسيستكمل، المسار الامني تم الاتفاق على خطة للجبل ستُنفذ من قبل الأجهزة الأمنية المعنية وبإقرار من الحكومة، والمسار القضائي يستكمل بالشكل الطبيعي، والقاضي مارسيل باسيل يستدعي الشهود من الجهتين. وقد حضر من جهتنا شقيق الوزير صالح الغريب وأحد مرافقيه وتم الاستماع الى إفادتهما وحضر مطلوبون إلى التحقيق أيضاً من الفريق الآخر”.
وعن التعيينات قال: “موقفنا واضح منذ ما قبل تشكيل الحكومة وبعدها، لم يتغير. نحن فريق سياسي في الجبل، وكتلة وازنة نطلب التمثيل العادل”، مشددا على “أن الامور سالكة في الاتجاه الصحيح، فالموضوع ليس استفزازيا او تحديا لأحد، نطالب فقط بحقنا، ونتمنى ألا نواجه اي مشكلة في هذا الخصوص. وكما لا نقبل الغبن لغيرنا، لن نقبله لأنفسنا، وليس من المفترض ان يعارضنا احد او يلومنا”.
وعن لقاء اللقلوق، أكد حيدر “أننا مع كل تقارب، مشكلتنا مع اي فريق هي عندما يقوم بوضع المسافات بين الافرقاء السياسيين، وعندما لا يتقبل الآخر، او عندما تكون لديه نية بالتفرد والاستئثار بالقرار السياسي. مطلبنا هو التقارب والحوار والنقاش حتى عندما يكون هناك اختلاف شرعي وديمقراطي، ولا نحبّذ اي تباعد او احتقان او استفزاز او خلاف يؤدي الى الشارع او الى الخصومات التي لا تقدم ولا تؤخر او المواقف غير المدروسة. المطلوب راهناً ان نكون ايجابيين. لا نعتبر اي تقارب مع اي طرف سياسي يكون على حسابنا، لدينا ثقة تامة بالحلفاء، وملء الثقة بأنفسنا وبدورنا وموقعنا ومكانتنا، هذا كفيل بألا تكون لدينا اي مشكلة مع اي تقارب”.
وعن خطة الوزير صالح الغريب لإعادة النازحين أجاب: “أصبحت في نهايتها، عندما تنجز سيعرضها الوزير الغريب على الرؤساء لوضعهم في تفاصيلها تمهيداً لطرحها على طاولة مجلس الوزراء. وهي خطة تقارب هذا الملف بشكل مدروس ومن منطلق مصلحة لبنان فوق كل اعتبار”. وعن خطة المهجرين أوضح “أن الخطة التي وضعها الوزير غسان عطاالله مدروسة وواقعية ودقيقة ستعرض غدا على مجلس الوزراء ونتمنى ان تنال الموافقة للمباشرة بتنفيذها”.
وختم: “نعتبر المرحلة سياسية بامتياز عنوانها الإنماء المتوازن، نتمنى من الافرقاء كافة التنافس الشرعي والديمقراطي على الإنماء، لأن الشق الاقتصادي وتطوراته لم يعد يحتمل اي تنافس سياسي كالذي كنا نشهده سابقا”.