تعيش المنطقة الكثير من التحديات التي تتنوع بين التحديات السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية، مع اشتعال الصراع في اليمن بلا توقف، فضلا عن تعقّد الأزمات في أكثر من منطقة بالشرق الأوسط في ظلّ رغبة السعودية الواضحة في بناء دور سياسي إقليمي متميز لها.
وباتت هذه الرغبة السعودية واضحة مع إعلان القيادة السعودية عن رؤيتها المستقبلية 2030، وسط خطاب وتوجه سياسي سعودي جديد يحاول طرح الكثير من التحديات السياسية والمشاركة في عملية صنع القرار والأهم التنسيق لتلعب الرياض دورا سياسيا بارزا في أزمات المنطقة.
وتشير صحيفة “الانديبندنت” البريطانية إلى أن ما أسمته بالروح الجديدة بدأت تهب على السعودية مع تولي ولي العهد محمد بن سلمان المسؤولية بالبلاد، ما زاد من حجم التحديات السياسية أمام المملكة مع اقتناع بن سلمان بضرورة أن تلعب الرياض دورا في أكثر من قضية ملتهبة في المنطقة.
ونقلت الصحف السعودية هذه الرؤية أيضاً، موضحةً أن السعودية بالفعل بدأت في التدخل بعدد من المناطق الملتهبة في المنطقة، لعل على رأسها اليمن ومحاولة إعادة اللحمة للبلاد هناك والتعاون مع الإمارات العربية المتحدة لوضع أسس هذه الخطوة.
ورغم محاولة بعض القوى الإقليمية الزعم بوجود خلافات بين السعودية والإمارات في هذا الملف، إلا أن الواضح أن الأمور عادت إلى مسارها في إطار هذا التحالف السعودي الاماراتي الذي يتعاون من أجل إعادة الشرعية لليمن.
الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد كان مبادرا للحديث عن هذه النقطة في مقاله بصحيفة “الشرق الأوسط” أخيرا، حيث قال إن العلاقة “الحديثة” السعودية – الإماراتية تتميز عن غيرها بأنها تنشط على كل المستويات، وتحقق نتائج على الأرض في كثير من المجالات. وقال الراشد ان العلاقة سياسياً متعمقة، حيث تتعاون أبو ظبي والرياض في ملفات إيران والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا والعراق وتركيا وفي الدوائر الغربية والعلاقة مع باكستان والهند والصين وروسيا.
وقال الراشد أن التعاون والتنسيق الاماراتي السعودي يجعل هذه الحالة من التعاون نادرة، خاصة مع إدارة السياسيين للعلاقات بصورة نشطة ومتواصلة.
وقد عبرت صحيفة “الرياض” السعودية عن هذا الطموح السعودي في افتتاحيتها السياسية، مشيرة إلى أن من حق كل دولة أن تجعل مصالحها هي الأساس في تعاملاتها مع محيطها القريب والبعيد، وهو حق مشروع لا لبس فيه.
غير أن الصحيفة اعترفت بوجود الكثير من التحديات أمام هذا الدور، قائلةً أن هذه الدولة وعندما تستشعر أن هناك دوراً أنيط بها، ومسؤولية تصدت لها، فذلك يدعوها لأن تقوم بمسؤوليتها مهما كان حجمها. وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية الآن تتحمل أعباء مرحلة من أخطر المراحل في التاريخ الحديث عطفاً على الأوضاع العربية الراهنة والسياسات الدولية المتغيرة.
ونبهت الصحيفة إلى خطورة التحديات الداخلية أو الخارجية للسعودية، قائلة إن المملكة ورغم انخراطها في مشروعها التنموي الذي يهدف إلى إحداث نقلات نوعية باتجاه المستقبل، إلا أنها مازالت تضطلع بمسؤولياتها في حفظ التوازن العربي وريادة الأمة ، بحسب الصحيفة.
ولم يفت الرياض الاشارة إلى القضية الفلسطينية، مذكرةً أن المملكة تقف مع الشعب الفلسطيني وقديم كل سبل الدعم له لنيل حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس . وبالطبع فإن ما كتبته الصحيفة يعكس ردا سعوديا على حجم التحديات التي تعيشها السعودية الآن، الأمر الذي بات يحظ بالكثير من الاهتمام الاستراتيجي في مختلف الدوائر السياسية.