IMLebanon

أين وصلت تحقيقات الجيش في “مسيّرَتَي” الضاحية؟

بعيدا من الضجيج الاعلامي والاخذ والرد المتمادي فصولا بين القوى المحلية، حول “غزوة” الضاحية “جويا” نهاية الشهر الماضي وما تبعها من تطورات وأحداث ميدانيا وسياسيا، يواصل الجيش اللبناني تحقيقاته في العمليّة التي حصلت فجر 25 آب، منطلقا من المسيّرة الاسرائيلية التي تسلّم حطامها من حزب الله في 30 الشهر عينه.

بحسب ما تقول مصادر عسكرية لـ”المركزية”، يجهد الجيش لتركيب صورة كاملة عما جرى في ذلك اليوم. وقد بات معلوما ان اول مسيّرة انطلقت من البحر عند الاولى فجرا وتعطّلت بعد إقلاعها. أما الثانية، فانطلقت من المكان عينه بعد نحو 40 دقيقة، وقد انفجرت لاحقا في قلب الضاحية.

سبرُ “أغوار” هذه المسيّرة خاصّة لجهة “فك شيفرة” المعلومات التي سجّلتها وتبيان “المهمة” التي من أجلها تم توجيهها الى بيروت، أمر ليس سهلا، تضيف المصادر، لا بل معقّد جدا من الناحية التقنية، نظرا لعدم توافر جهاز التحكم عن بعد الخاص بها أو جهاز تشغيلها.

فوجودُه في حوزة المحققين، أكثر من ضروري لايجاد أجوبة عن كل هذه التساؤلات. أما غيابه فيشكّل عقبة اساسية في الطريق الى الحقيقة، ويُعتبر ثغرة كبيرة ستحول دون التوصل قريباً الى الاجوبة الشافية التي تتيح تركيب “بازل” كامل وشامل لعملية الضاحية.

رغم ذلك، تشير المصادر الى ان التحقيقات أنجزت بنسبة 90%. وقد بات واضحا لدى قيادة الجيش ان فرضية وجود عملاء لبنانيين أطلقوا “المسيّرتين”، سقطت، وأن العملية نفّذها الاسرائيليون، انطلاقا من البحر.

من هنا، تنتقل المصادر الى قراءة أوسع للموضوع، تتمثل في كيفية التصدي لهذه المسيّرات. وفي السياق، توضح ان الجيش يتّكل في العاصمة، على “رادار” وحيد موجود في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، هو مخصّص للطيران المدني أكثر منه للنشاط العسكري. وعليه، فإنه لا يرصد الحركة في الجو، الا عندما تكون على مسافة تتجاوز الـ300 كلم. أما اي تحرك يحصل دون هذه المسافة، فيكون خارج دائرة رصده.

هذا يعني ان الجيش اللبناني يحتاج الى رادارات عسكرية متطورة لكن ثمنها باهظ جدا ويتخطى قدرة لبنان على تأمينه، تتابع المصادر، فيما تزويدُ الجيش بها، غيرُ ملحوظ من ضمن أي من الهبات الخارجية والمساعدات التي تصل من عواصم العالم الى المؤسسة العسكرية.

الى ذلك، ولنفترض ان بات في مقدور الجيش رصد اي تحرك معاد في الأجواء اللبنانية، فإنه سيحتاج حينها الى معدات وصواريخ دقيقة ومتطورة لإسقاطها، خاصة اذا كانت تحلّق على مسافات عالية. وهذا ايضا ما تفتقر اليه مخازن المؤسسة العسكرية، تتابع المصادر، التي توضح ان تصدي الجيش لطائرات استطلاع اسرائيلية حلقت منذ ايام في اجواء العديسة في الجنوب، حصل بفضل قدرة عناصره على اختراق احداثياتها.

على اي حال، تشير المصادر الى ان قيادة الجيش تسير قدما في مسار التنسيق مع “أصدقائها” و”داعميها” في العالم، وقد تحلّقوا كلّهم حول المؤسسة العسكرية، في مؤتمر روما مرّتين، وهي تتواصل معهم دوريا وتزوّدهم بحاجاتها ومتطلباتها لاكمال ترسانتها، والامل كبير في ان يصبح جيشنا من أقوى وأفعل وأكثر الجيوش جهوزية في المنطقة، تختم المصادر.