كتب عمر حبنجر في “الانباء الكويتية”:
قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر كلمته ومشى، تاركا المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين في قلق بالغ بحكم صراحته المنطوية على شيء من التحذير الذي يؤمل أن يأخذه مسؤولو المرحلة اللبنانية بعين اعتبارهم.
واللافت ان محادثات شينكر لم تقتصر على مهمته الأساسية، وهي التوسط في مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل، مع ما في باطنها من نفط وغاز، انما تقدمت العقوبات الأميركية على حزب الله جداول مباحثاته، بما له من انعكاس سلبي على المسار الاقتصادي والمالي للبنان.
صراحة شينكر تبدت في مؤتمره الصحافي قبيل المغادرة، حيث قال: ان لبنان لا يساعد نفسه اقتصاديا، نافيا ان يكون قصد بلاده من هذه العقوبات جرّ لبنان الى الانهيار الاقتصادي «لكن لبنان بأفعاله لا يساعد نفسه»، شينكر عاد وطمأن الى ان الحكومة الاميركية والمصرف المركزي الاميركي سيتخذان خطوات لتأمين اموال المودعين في بنك الجمال، وقال: نحن لا نستهدف المجتمع الشيعي، انما حزب الله، وجمال تراست بنك كان اول مصرف يخضع للعقوبات الأميركية بعد البنك اللبناني- الكندي»، واضاف: لا نريد فرض عقوبات على المصارف اللبنانية، لكن علينا ان نفعل ذلك، ولاحقا سنفرض عقوبات على أفراد يوفرون المساعدات لحزب الله «بغض النظر عن دينهم وطائفتهم».
ورأى ان حزب الله يتحرك كميليشيا باستقلالية وبناء على أوامر من طهران، ونتفهم ذلك، لكن نأمل ان يمارس لبنان سيادته كدولة لا ان تكون هناك دولة ضمن الدولة، بإدارة طهران، يمكن ان تتسبب بحرب مع اسرائيل دون إذن الحكومة اللبنانية او حتى علمها، ملاحظا أن وقف النار في الجنوب يضمحل!
وعن ترسيم الحدود الجنوبية، قال: عندما تقرر الحكومة اللبنانية الدخول في عملية تفاوض، تبدأ المفاوضات، ما يعني انه رد الكرة الى ملعب لبنان، مشيرا الى ان ترسيم الحدود من مصلحة لبنان والجميع، فالدين العام في لبنان يوازي 165% من الناتج المحلي الاجمالي، وهو من اكثر الارقام ارتفاعا في العالم، وهو يتطلع الى الاستفادة من البلوك رقم 9 والبلوك رقم 10 المجاورين، علما انه سيستغرق سنوات عدة في حال التوصل الى ترسيم الحدود مع اسرائيل، وقال: نسعى الى تشكيل الإطار التفاوضي وليس المفاوضات ولن نلوي ذراع أحد.
ودعا الوسيط الأميركي الى معاملة النازحين السوريين باحترام، لأنه لا يمكن ان يعودوا الى سورية طالما أن الحكومة الحالية موجودة، فهم فروا من النظام وليس من داعش، والخطر لا يزال موجودا، ويجب ان يعودوا الى بيئة آمنة وبصورة طوعية، واعلن في الوقت نفسه عن الاستعداد للتحاور مع ايران «التي لا نتطلع الى حرب معها ولا نطلب تغيير النظام بل نطلب تغيير طريقة تصرفها». رئيس القوات اللبنانية د.سمير جعجع الذي التقى شينكر قال إن المفاوض الأميركي غير مطمئن للأحداث التي مرت على لبنان أخيرا، وقال د.جعجع انه لايزال ينتظر جواب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشأن مواقف الأمين العام لحزب الله الأخيرة، بما ان لها علاقة بهوية لبنان وأمن شعبه، وقال: ليس الأمر بيد السيد حسن نصرالله.
في المقابل، رد مصدر في البطريركية المارونية في بكركي على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي اعلن فيه الولاء المطلق للامام علي خامنئي، وقال لموقع قناة «ام.تي.في» ان كلامه يلزمه وحده، فهناك سلطة وحيدة في لبنان هي الدولة اللبنانية.
واضاف المصدر: بإمكاننا أن نقول إن قائدنا هو البابا فرنسيس، لكننا لن نلجأ الى هذا الخطاب، ويمكن لنصرالله ان يولي نفسه لمن يريد.