Site icon IMLebanon

الحريري يرد على نصرالله “ديبلوماسيا” من باريس وموسكو

صحيح أن الأمين العام لـ”حزب الله “السيد حسن نصرالله قال كلمته العالية السقف، ضاربا بعرض الحائط القرار الرسمي السيادي للدولة اللبنانية. وصحيح أيضا أن كثيرا من أركان الحكم والحكومة التزموا صمتا ثقيلا إزاء كلام نصرالله الأخير، إلى حد أن مجلس الوزراء الذي عقد جلسته العادية أمس لم يتطرق إلى الفصل الجديد من المواجهة المفتوحة بين ايران واسرائيل، بمشاركة حزب الله.

قد لا يفسر بعض العارفين بالشؤون السياسية اللبنانية هذا الصمت اللبناني الرسمي إلا من منطلق رغبة الجميع في الحفاظ على التسوية التي تحكم البلاد وموازينها منذ اتمام الاستحقاق الرئاسي قبل نحو ثلاث سنوات.

لكن في الامكان مقاربة الصورة من زاوية مختلفة، قد يصح اعتبارها أكثر تفاؤلا. ذلك أن مصادر سياسية مراقبة تلفت عبر “المركزية” إلى أن فيما كان السيد نصرالله يدق مسمارا جديدا في نعش القرار السيادي اللبناني، كانت دوائر السراي الحكومي تعمم أجواء تفيد بأن رئيس الحكومة سعد الحريري يستعد لزيارة فرنسا في 20 أيلول الجاري، حيث من المفترض أن يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.

وإذا كان من شأن رحلة الحريري إعادة لبنان الى الخريطة الدولية، في مواجهة ما يعتبره المناوئون لـ”حزب الله” “محاولاته لجر لبنان إلى أتون  محور الممانعة، بدليل التصعيد الخطير الذي ركن إليه نصرالله، فإن المصادر تعتبر أن زيارة الحريري الفرنسية تعد نوعا من الرد اللبناني الرسمي على تهديد نصرالله بإسقاط الخطوط الحمر الواضحة التي رسمها القرار 1701 (2006) للنزاع مع اسرائيل، من حيث تأكيد الارادة اللبنانية في الحفاظ على علاقات لبنان الدولية مع شركائه وحلفائه الذين لم يتأخروا يوما عن مده بجرعات الدعم، ليس أقلها مؤتمر “سيدر” الذي استضافته باريس بمبادرة من ماكرون شخصيا.

وانطلاقا من هذا المؤتمر تحديدا، تشير المصادر إلى أن “أهمية لقاء رئيس الحكومة والرئيس الفرنسي في توقيته، حيث أنه يأتي بعيد زيارة المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ سيدر بيار دوكان، الذي لم يخف امتعاض بلاده إزاء المماطلة اللبنانية غير المبررة في تنفيذ الاصلاحات، التي اشترطها المانحون لرفد بيروت بالمساعدات الموعودة، معربة عن اعتقادها بأن ماكرون سيجدد أمام ضيفه اللبناني التأكيد على ضرورة اتخاذ اجراءات عملية مرتبطة بـ”سيدر”، قبل زيارته إلى بيروت، وهي التي وقعت فريسة التأجيل مرارا وتكرارا، لا لشيء إلا لأن المجتمع الدولي لا يزال يكمن للبنان على كوع التزاماته الدولية.

غير أن المصادر لا تخفي اعتقادها أيضا أن اجتماع الرئيسين من المفترض أن يشكل الحجر الأساس لمرحلة جديدة من مسار “سيدر”، لا سيما في ما يتعلق بمراقبة ومواكبة التنفيذ، متوقعة أن يصار إلى تشكيل هيئة (تابعة لرئاسة الحكومة اللبنانية) تضم عددا من المعنيين والاختصاصيين في الشأن الاقتصادي والملفات المزمنة التي يعول لبنان على “سيدر” ليتخلص منها، علما أن تساؤلات تطرح حول هوية أعضاء الهيئة المنتظرة، وما إذا كانت ستطعم بالفرنسيين. الجواب متروك لما بعد لقاء ماكرون- الحريري، الذي يزور أيضا موسكو، في جولة تكتسب أهميتها بالنظر إلى التصعيد، وإن كان محدودا، بين حزب الله وتل أبيب.