كتب محمد نمر في صحيفة “نداء الوطن”:
من يتابع حركة النائب نهاد المشنوق الأخيرة يدرك أن محركاته جرى تزييتها من جديد. “مواقف دقيقة”، خرجت من احتفال بالحجّاج حينما قال المشنوق: “لا ازدهار ولا نموّ، وأكاد أقول (وان شاء الله أكون مخطئاً) لا نفط ولا غاز، من دون الاتفاق الجدّي والحاسم على الاستراتيجية الدفاعية”.
ومن يرصد مواقف الرئيس فؤاد السنيورة يلحظ أنه لاقى المشنوق بأن الأزمة سياسية وبنيوية وليست اقتصادية. وبعد خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء، غرّد المشنوق: “كنّا نظن أننا نطالب السيد نصرالله بالاستراتيجية الدفاعية، حماية للبنان ووحدة اللبنانيين في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، فتبيّن أنّنا يجب أن نطالبه بحقّ تقرير المصير”.
لا يخلو حديث عن “تيار المستقبل” أو ترتيب البيت السني الداخلي من العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب نهاد المشنوق. محبو الأول، وبصراحة، لا يخفون احترامهم للثقل السياسي الذي يحمله وزير الداخلية السابق “بدك تسمع سياسة عليك بالمشنوق”، وفي الوقت نفسه لا يخفون عتبهم عليه. وبعيداً من الدردشات الصريحة يبقى السؤال المستمر: متى تعود العلاقة بين الرئيس سعد الحريري والنائب المشنوق إلى “عصرها الذهبي؟”.
سؤال صحافي طرحته على المشنوق مرات عدة، في لقاءات ومناسبات وزيارات، في الفترة الأخيرة من توليه وزارة الداخلية وما بعدها، ولم أحظ بالجواب الشافي والواضح، خصوصاً أن المشنوق يتقن فن اختيار المصطلحات والجمل والمواقف، لحظات تفكير سريعة دائماً تسبق إجابته التي لا تخلو من الرسائل المشفّرة، فمن يخاطب المشنوق عليه أن “يفهمها على الطاير”.
حملت الجواب لفترة قصيرة، من الغيرة “الفاضحة” على أن تعود العلاقة وينصهر الحديد، خصوصاً في هذه المرحلة، لكن كثرة الأسئلة عن العلاقة بين الحريري والمشنوق، باتت تستدعي مشاركة الجواب مع المهتمين.
سألته مجدداً: متى تعود العلاقة بينكما وتلتقي الحريري؟
أجاب المشنوق بعبارة تختصر الكثير من المعاني: “أنا والحريري لن نلتقي سياسياً”.
لم أرَ في كلام المشنوق مجرد جواب، بل مساراً سياسياً واضحاً، ومنذ مغادرة المكتب في الحمرا بقيت عبارته “الحرفية” تتكرر في ذهني… ماذا يقصد المشنوق؟ كيف سيكون المشهد في العام 2022؟ هل نشهد حدثاً يفرض “العودة” كما حصل في العلاقة مع اللواء أشرف ريفي التي عادت مع الحدث ولم تعد؟