IMLebanon

“مايسترو” محنّك يحرّك ملف الفاخوري لخلفيات سياسية غامضة

في وقت تتفاعل قضية المسؤول العسكري السابق لمعتقل الخيام العميل عامر الفاخوري، “قضائيا”، وجديدُها من جهة، تقديمُ عشرة أسرى محرّرين من السجن المذكور ومعهم 34 محامياً دعوى ضدّ الفاخوري وكل من يظهره التحقيق فاعلاً ومتدخلاً وشريكاً بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي وتسهيل دخول عميل محكوم الى لبنان، ومن جهة ثانية، طلبُ وزير الدفاع الياس بو صعب من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس استئناف قرار قاضية التحقيق نجاة أبو شقرا، التي سيمثل أمامها الفاخوري الثلثاء في حال قرّرت إطلاق سراحه وذلك انطلاقاً من سلطة وزير الدفاع على المحكمة العسكريّة… تؤكد مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان ثمة قطبة مخفية في الملف هذا. ويبدو لها ان ثمة اهدافا سياسية تسعى “جهاتٌ ما” الى تحقيقها ضد خصوم لها، من خلال اثارة القضية في هذا التوقيت بالذات.

واذ تلفت الى ان هذه الاطراف، كما غاياتها، لا تزال حتى الساعة “غامضة”، تقول المصادر ان إلقاء نظرة على المتضرّرين من القضية، يمكن ان يساعد في توضيح الصورة وتكوين فكرة اولية عن خلفيات ما يحصل.

في رأيها، أبرز المستهدفين يكاد يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون. فنشرُ صور له برفقة “العميل” ليس صدفة او عملا بريئا، بل من الواضح، بحسب المصادر، أن ثمة من يريد تشويه صورته في الداخل، ربما لكونه على علاقة طيبة وقوية ووطيدة مع الادارة الاميركية، وهذا ما يزعج أعداء هذا “المحور” في لبنان والمنطقة، وربما أيضا لخشية البعض من ان تكون هذه العلاقة ترفع أسهم العماد عون، كمرشّح لرئاسة الجمهورية في الاستحقاق الرئاسي المقبل.

في المقابل، تقول المصادر ان الاضاءة على دخول الفاخوري مرارا وبحريّة تامة الى السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية، حيث شارك وحضر مناسبات عديدة، من جهة، والتركيز على مسألة إسقاط الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية عام ١٩٩٦ بحقّ الفاخوري في 3 آب 2018، من جهة ثانية، قد يكون المُراد منهما التصويب على وزير الخارجية جبران باسيل، وتصويره متساهلا مع “العملاء”.

والحال، ان التيار الوطني الحر يرفع منذ مدة لواء “عودة المبعدين قسرا الى الاراضي المحتلة”، وقد وردت في تفاهم مار مخايل الموقّع بينه وبين حزب الله، في حين تقدم “تكتل الاصلاح والتغيير” عام 2011، باقتراح لمعالجة اوضاع المواطنين الذين لجأوا الى اسرائيل، قبل ان يحضّر وزير العدل ألبيرت سرحان اقتراح قانون لتسهيل المحاكمة والعودة، استثنى منه من “نفّذ عملا لمصلحة العدو الاسرائيلي”. فهل ما يحصل هو لايصال رسالة الى “التيار” بأن لا يمكن الذهاب أبعد في هذا الملف، وأن ثمة خطوطا حمرا لا يجوز لأحد، حليفا كان ام خصما، تجاوزها؟

لكن للمفارقة، تتابع المصادر، فإن التصويب على باسيل في هذا الملف، يساعد في زيادة شعبيته في الاوساط الشعبية المسيحية عموما والجنوبية خصوصا (حيث لمعظم العائلات في القرى الحدودية، مبعدون قسرا الى الاراضي المحتلة) على حساب خصومه.

هذه القراءة، تقود المصادر الى استناج يفيد بأن “المايسترو” الذي حرّك ملف الفاخوري، في أعقاب دخوله الاراضي اللبنانية عبر مطار بيروت، محنّك، وقد لعب ورقته بذكاء، فأصاب من خلالها “عصافير” كثيرة مزعجة له، بالمباشر وغير المباشر، بحجر واحد..