لفت رئيس الجمهورية ميشال عون الى أن من اهم التحديات التي يواجهها لبنان هي تداعيات عبء النزوح السوري اليه لاسيما من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، مؤكداً “أننا نحاول ايجاد انسجام بين مختلف الاولويات، الطارئ والملح منها، وبين بعض القيم الاساسية، خصوصاً لناحية ايجاد فرص عمل للشباب عبر تحقيق الازدهار الاقتصادي”. وأوضح أن ما يجمع الشعب اللبناني بمختلف طوائفه ومذاهبه هو الانتماء الى وطن واحد، لافتاً الى وجود اختلاف في الرأي السياسي ولكن هذه التعددية في الآراء هي دليل على ديموقراطية، لا تشكل اي خطر على الوطن في ظل الاعتراف بحق الاختلاف واحترام حرية التعبير.”
واعتبر عون ان تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة مساء الاثنين في نيويورك، لطلب لبنان انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” مركزها في بيروت، هو حدث تاريخي وانجاز يسجّل لوطن التعددية والعيش المشترك بهدف ارساء ثقافة السلام والتفاهم بين الشعوب المختلفة.
كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً طلابياً من جامعة Stanford Graduate School of Business في الولايات المتحدة الاميركية، ضم نحو 70 طالبا من جنسيات مختلفة، يزورون لبنان للاطلاع على معالمه الحضارية والسياحية، وقد حاوروا رئيس الجمهورية في الاوضاع العامة ودور لبنان في محيطه والعالم، ورؤية الرئيس عون لمستقبل لبنان.
ولفت عون الى “ان فشل مؤسسات المجتمع الدولي، من عصبة الامم الى الامم المتحدة ادى الى سيطرة سياسة القوي الذي يأكل الضعيف. فسقطت قواعد تحديد واحترام حقوق الضعفاء من الشعوب وبقي السلام حبراً على ورق واندلعت الحروب في العالم”. واكد ان الشرق الاوسط شهد عدة حروب جراء تنافس القوى العظمى للسيطرة على الدول الصغرى، مشدداً على أن “من واجباتنا كبلد رسالة ان نغيّر سلوك البشر السلبي عبر تعليم وتعميم ثقافة الحوار والتقارب لنبذ التعصّب والتطرف، وهذه هي رسالة وهدف هذه الاكاديمية التي نطمح الى إنشائها في لبنان”.