كما يتغنى المسؤولون وكبار القادة الامنيين بوضع لبنان الامني الجيّد مقارنةً بدول الجوار التي تكويها نيران التفلّت والتسيّب الامني، كذلك يعتد محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر بالاستقرار الذي تنعم به مناطق البقاع الشمالي اسوةً بغيرها من المناطق، مع انها غالباً ما تتعرّض “للظلم” من جانب الاعلام، وحتى من بعض ابنائها الذين يصرّون على جلد انفسهم دون ان يتحمّلوا مسؤولياتهم في عدم المساهمة في تشويه صورة المنطقة.
واكد محافظ بعلبك-الهرمل بشير خضر في لقاء صحافي في مبنى المحافظة شاركت فيه “المركزية” بدعوة من الناشط السياسي الدكتور اياد سكرية “ان لا غطاء سياسياً على اي مطلوب من المنطقة، لكن لا يجب ان نتوقّع في المقابل ان يدخل اي حزب سياسي في مواجهة مع بيئته لتوقيف مطلوب، هذا من مسؤولية الدولة”.
وفي حين تحدّث عن تحديات امنية كبيرة واجهتها المنطقة منذ العام 2014 مع انطلاق معركة عرسال، اذ كانت الاولوية لمكافحة الارهاب ومحاربة الجماعات المسلّحة في جرود السلسلة الشرقية”، اعتبر “ان اي خطة امنية توضع للمحافظة يجب الا تكون كلاسيكية تُشبه سابقاتها في مناطق اخرى، لان محافظة بعلبك-الهرمل تختلف بطبيعتها ومساحتها الجغرافية عن باقي المحافظات، فضلاً عن انها تستقبل النسبة الاكبر من النازحين”.
وقال “في كل مرّة وُضعت خطة امنية “كلاسيكية” للمنطقة كانت النتيجة: ارتفاع عدد الحواجز الامنية على الطرقات ما فاقم ازمة السير، توقيف مواطنين لاسباب “بسيطة” كمخالفة سير او عدم دفع رسوم في مقابل عدم التمكّن من توقيف المطلوبين الكبار”.
وبناءً على النتائج المتواضعة لخطة امنية كهذه، طالب خضر “بأن تكون الخطط الامنية لبعلبك-الهرمل “بالمفرّق”، فعندما تتوفّر معلومات لدى الاجهزة الامنية عن مطلوب معيّن يتم تجهيز دورية عسكرية تأتي من خارج المنطقة من اجل توقيفه ثم تعود ادراجها، لاننا بذلك “نحمي” الضباط والعناصر من عمليات ثأر قد يتعرّضون لها من جانب اقرباء المطلوب او حتى للابتزاز من المطلوبين انفسهم عندما يدخلون السجن”.
واعلن “ان حصيلة التوقيفات والعمليات الامنية في بعلبك-الهرمل كبيرة، لكن للاسف يتم التركيز فقط في الاعلام على بعض الحوادث الفردية التي يسقط فيها قتلى والتي تحصل في مناطق اخرى”.
ورداً على سؤال عن مصانع السلاح التابعة لـ”حزب الله” التي تزعم اسرائيل وجودها في البقاع، نفى خضر “وجود مصانع في نطاق محافظة بعلبك-الهرمل، ونحن لا نأخذ الاخبار من العدو الاسرائيلي وانما من الاجهزة الامنية”، مؤكداً “اننا جاهزون لكارثة من اي نوع سواء كانت على المستوى الامني او الطبيعي”.
وبالتوازي مع “الثمار” الامنية التي يجنيها ابناء المنطقة نتيجة الاجراءات المُتّخذة من قبل الاجهزة الامنية والعسكرية، تحدّث خضر عن “ثمار” سياحية نضجت خلال هذا العام الذي يُصنّف الافضل سياحياً منذ العام 2014 نسبةً للعدد الكبير للسيّاح الذين زاروا المنطقة، وهو ما يُمكن وصفه بـ”المقاومة الثقافية”.
وقال “منذ اشهر بدأنا حملة دبلوماسية في اتّجاه سفارات اجنبية في الخارج لرفع الحظر عن زيارة المنطقة، ونجحنا بإخراجها من الدائرة الحمراء الى الخضراء (لا حظر على زيارتها) وهذا ما انعكس ايجاباً خلال موسم الصيف ومهرجانات بعلبك الدولية، اذ كان عدد السيّاح من مختلف الجنسيات مرتفعاً مقارنة بالاعوام السابقة”.
ولم يغب تحدّي النزوح عن حديث خضر، فلفت الى “اننا نجحنا في تحويله الى فرصة للانماء بحيث وصلت قيمة المشاريع المُنفّذة الى اكثر من 13 مليون دولار مموّلة جميعها من منظمات اممية، واصرّيت على ان اي مشروع سيُنفّذ يجب ان يستفيد منه المجتمع المُضيف”.
وتحدّث عن مشاريع انمائية يجب البدء بتنفيذها منها استكمال بناء سد العاصي، لاننا متّجهون نحو التصحر، إقامة سجن مركزي في المحافظة يليق بكرامة السجناء، شقّ نفق عيناتا-الارز الذي يصل محافظة بعلبك-الهرمل بالشمال وبمرفأ طرابلس”، مسجّلاً في هذا السياق “عدم رضاه عن اداء بعض البلديات، فبرأيه هناك هدر “مقونن” في ميزانياتها”، مشدداً على دور الناخب في المحاسبة في الانتخابات”.
وتساءل خضر “لماذا لا يتم تشريع زراعة الحشيشة لاغراض طبّية كما جاء في خطة ماكينزي فنُدخل الى خزينة الدولة التي تُعاني العجز اكثر من ملياري دولار”؟
وختم خضر “الله يساعد الجيش. فهو لا يرتاح لحظة، ويقوم بواجباته على اكمل وجه، واولويته الان ضبط الحدود لوقف التهريب”.