كتبت إيلده الغصين في صحيفة “الأخبار”:
في غضون ساعات تبدّل «عدد» قتلى الحوادث المروريّة في لبنان. ففي حين تظهر أرقام «غير نهائية» لقوى الأمن الداخلي، مثلاً، أن عدد ضحايا الحوادث عام 2018 (500 قتيل و6130 جريحاً في 4679 حادثاً)، بالمقارنة مع عام 2017 (517 قتيلاً و5348 جريحاً في 4086 حادثاً)… تحدثت وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، الاثنين، عن «الارتفاع المؤسف لأعداد القتلى والجرحى بنسبة 37% عام 2018 مقارنة مع 2017»! الرقم غير الدقيق أعلنته الحسن خلال افتتاحها، في مبنى «أسكوا» الاثنين، ورشة العمل الإقليمية الأولى للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) حول «تطوير إحصاءات النقل ومؤشرات التنمية المستدامة ذات الصلة بالنقل في البلدان العربية»!
مصادر الوزارة أوضحت لـ«الأخبار» أنه «حصل خطأ في نقل الرقم»، لاحقاً، نشرت الوزارة توضيحاً. إلا أن تضارب الأرقام، هو نتيجة حتميّة لغياب الاحصاءات الدقيقة حول قطاع النقل، وعدم وجود قاعدة بيانات موحّدة حول الحوادث المرورية وأسبابها ونتائجها… فأرقام قوى الأمن الداخلي ليست شاملة وتحتاج إلى رفدها بمزيد من الإحصاءات. إذ تشمل فقط الحوادث التي يُبلّغ عنها، وهي غالباً تلك التي يسقط فيها ضحايا. أما الأرقام الفعليّة فأكبر، وإحصاؤها يفترض أن يوكل إلى جهة مختصّة. وهي، قانوناً، المرصد الوطني للسلامة المرورية الذي لم يتشكّل بعد. أما خفض عدد الحوادث والضحايا فيحتاج إلى خطة وطنية تبدأ بإعادة تطبيق قانون السير (243/ 2012)، الذي أشارت الحسن إلى «الحاجة الملحّة لتفعيله (…) ونعمل على إصدار المراسيم التنظيميّة اللازمة لينطلق تنفيذه الجدّي». كما أن «الوزارة ستسعى إلى تفعيل أنظمة تجميع المعلومات، وإطلاق إدخال البيانات بطرق نظامية ومستدامة ومحدّثة من خلال إنشاء المرصد». جمع البيانات اعتبرته الحسن «أحد أركان نجاح الاستراتيجية الوطنية التي أقرّتها اللجنة الوطنية للسلامة المرورية أخيراً». وهذه الطروحات تأتي «تماشياً مع تحقيق غايات وأهداف أجندة 2030 للأمم المتحدة التي التزم لبنان بها».
في مؤتمر إحصاءات النقل قدمت وزيرة الداخلية احصاءات خاطئة
أجندة الـ2030 تركّز «على سهولة الوصول والنقل العام وحماية البيئة» وفق ما صرّحت لـ«الأخبار» نائلة حداد من قسم الإحصاءات الاقتصادية في «إسكوا». فيما تطرقت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي إلى عمل المنظّمة على «بناء قاعدة بيانات إقليمية منتظِمة، توفِّر إحصاءات ومؤشرات موثوقة وآنية ومفصّلة عن الأشخاص المعرَّضين لخطرِ الحوادث، وعوامل الخطر، وأوجه القُصور».
قاعدة البيانات هي الهدف الأبعد للورشة التي تنظمها «إسكوا» بالتعاون مع المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية، وتستمر إلى يوم غد.