تبدو فكرة أن يستغرق المرء في تأمل التضاريس المقفرة لمنطقة “فايا دي لا لونا” (وادي القمر) الواقعة في صحراء أتاكاما في تشيلي أمرا لا طائل من ورائه، ناهيك عن أن يتصور الإنسان إمكانية وجود علاقة بين مكافحة الأمراض، وهذه الصحراء التي تتسم بأنها الأشد جفافا في العالم، ويوجد فيها قدر من الأشعة البنفسجية الأقوى على الإطلاق على وجه الأرض.
لكن لدى مايكل غودفيلو، عالم الأحياء الدقيقة في جامعة نيوكاسل، رأيا مخالفا، إذ يقول إن الظروف غير المواتية للغاية التي تسود أتاكاما، تشكل تحديدا العامل الذي قد يجعلها مفيدة بالنسبة لنا.
ويوضح غودفيلو بالقول: “هناك فرضية هنا مفادها بأنه طالما كانت الظروف التي تسود صحراء أتاكاما شديدة القسوة، فإن ذلك يعني أن الكائنات الحية الموجودة هناك تأقلمت مع هذه الأوضاع”.
ومن هذا المنطلق، يرى غودفيلو أن البكتيريا التي نجحت في البقاء على قيد الحياة في مثل هذه البيئة الحافلة بالعوامل المعاكسة، أفرزت على الأرجح مكونات كيمياوية جديدة وفريدة من نوعها، يمكن أن يكون لها فوائد طبية مهمة. وفي عام 2008، تسلم غودفيلو عينة أُخِذَت من قلب تربة هذه الصحراء القاحلة بشدة، إلى حد أن الأمطار لم تهطل على بعض من مناطقها فعليا منذ ملايين السنين، ما جعلها تُصنف يوما ما باعتبارها في حالة جفاف تفوق كل ما هو متعارف عليه في هذا الشأن.