كتب يوسف منصور في “نداء الوطن”:
عادت عصابات السرقة والخطف تسرح وتمرح في البقاع الشمالي مهددةً حياة الأبرياء من دون رادع أمني أو أخلاقي، في وقت شهدت فيه المنطقة خلال الفترة السابقة إستقراراً وُصف بالجيد ترافق مع إجراءات عسكرية وأمنية أرخت بظلال أمنها واستتبابه على البقاع.
وفي وقتٍ يناشد أهالي رأس بعلبك والقاع أهلهم الذين هاجروا إلى بيروت بالعودة إلى بلداتهم والإقامة فيها، والمساهمة في تنميتها في ظل غياب الإنماء المتوجب على الدولة، عادت عمليات الخطف والسرقة تظهر من جديد على الطريق الدولية من بعلبك حتى الهرمل، مستهدفةً أبناء تلك المناطق الذين يأتون كل اسبوع إلى بلداتهم بقصد الزيارة علّها تكون دافعاً للإقامة الدائمة والتشبث بالأرض، غير أن غياب الأمن وحماية المواطنين يشكل اليوم دافعاً إضافياً في عدم التفكير بالرجوع إلى تلك المنطقة، وكأن المراد تهجير من بقي.
حادثتان تزامنتا مع بعضهما البعض ليل أمس، الأولى تمثلت بإقدام مسلحين مجهولين يستقلون سيارة رباعية الدفع من نوع جيب شيروكي من دون لوحات منتصف ليل أمس، على اعتراض طريق المدعو “أ. ي. ر” بهدف السلب عبر إطلاق النار في الهواء على الطريق الدولية بعلبك – حمص، خلال توجهه بسيارته من نوع تويوتا من بلدة القاع باتجاه العاصمة بيروت، إلا أنه تمكن من الفرار بعدما رفض الامتثال لأوامرهم. والثانية حيث تعرض المواطن “س. ي. جبرايل” لمحاولة سلب فاشلة على الطريق الدولية بين حربتا وشعت، بينما كان يقود سيارته والى جانبه زوجته، بحيث اعترضهم أشخاص داخل جيب شمباني اللون، حاولوا توقيفه لكنه تمكن من الهرب، إلا أنهم أطلقوا النار عليه من سلاح حربي فأصابوا زوجته إصابة طفيفة، وقد تمكن جبرايل من الوصول إلى مخفر نبحا.
واليوم نفذ أهالي بلدتي رأس بعلبك والقاع إعتصاماً على مفرق رأس بعلبك، حيث قطعوا الطريق الدولية، وذلك إحتجاجاً على عملية سلب وإطلاق نار تعرض لها إبن بلدة رأس بعلبك “س. ي. جبرايل” وإصابة زوجته. وألقى رئيس بلدية رأس بعلبك منعم مهنا كلمة توجه من خلالها “للرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية ومحافظ البقاع، لتأمين حماية المواطنين وهي أولى واجبات الدولة”، وقال: “كفى تسيّباً على الطرق والاعتداء على الحرمات، لا تدعونا نكفر بالدولة، فتأمين الطرق مسؤوليتكم”. وأضاف: “ننتظر منكم أفعالاً مباشرة لا أقوالاً، لنتأكد بأم العين أن هناك دولة قوية تحفظ مواطنيها، وتنشر الأمن حيثما تواجدت أملنا بكم كبير. وندعوكم إلى التحرك الفوري وإن ما وقع اليوم من اعتداءات طاولت أبناء رأس بعلبك والقاع هي مرشحة لتطاول جميع أبناء المنطقة والمطلوب الأمن ثم الأمن ثم الأمن، لتعاد فتح الطريق الدولية”.
من جهتها أكدت منطقة البقاع الشرقي في حزب “القوات اللبنانية” في بيان: “مرة أخرى تتكرر بل تتفاقم ظاهرة التعدي على أبناء قرى المنطقة على الطريق الدولية بين مدينة بعلبك وبلدة القاع، وآخرها ما تعرضت له عائلتان من القاع ورأس بعلبك ليل أمس(الاول) في سيارتيهما في المحلة عينها وبفارق ساعات قليلة، من محاولتي سلب وإطلاق نار ما أدى الى إصابة سيدة ونجاة الآخرين في السيارتين”.
وأكدت أن “هذا التمادي في التعرض لأهالي المنطقة خلال انتقالهم من وإلى بلداتهم بات يحتاج الى معالجة جدية وعاجلة لتفادي حصول الأسوأ، وهو ما ينبغي على المسؤولين المعنيين والمراجع الأمنية المختصة المبادرة إلى ضبطه وملاحقة العصابات والمسلحين، إذ لم يعد من المقبول التغاضي عن هذه الاعتداءات السافرة والتي ينذر تكرارها بعواقب وخيمة”.