IMLebanon

النفايات تهدد لبنان مجددًا.. مناطق منكوبة؟!

مشهد الـ 2015 البيئي “المقزز” الذي “بلغت نفاياته مرتبة العالمية”، عاد ليهدد لبنان مجدداً مع بروز ملامح أزمة يحاول المسؤولون إخفاءها، وفق المنهج المعتاد، بعيدا من تطبيق خطة مستدامة توفر معالجة جذرية للأزمة. المشهد عينه يدق أبواب بلدات المتن وكسروان بنسخة الـ2019، فمطمر برج حمود بلغ سعته القصوى، في حين أن أياما معدودة تفصل عن انطباق الامر نفسه على مطمر الجديدة، وأطنان النفايات تتكئ على كتف نهر بيروت. من هنا تم تداول فكرة رفع مطمر برج حمّود-الجديدة بعلو متر ونصف المتر، فما موقف المعنيين في المنطقتين؟

رئيس بلدية الجديدة-البوشرية-السد انطوان جبارة اقترح في حديث لـ “المركزية” “إما بفتح مطمر الناعمة مجدداً، لان قدرته الاستيعابية كبيرة جداً، او استخدام مرفأ الصيادين في الدورة، بعد نقل الصيادين الى مرفأ جميل الجميّل كحلّ موقت لا يتخطى العامين، بالتوازي مع ايجاد حلّ نهائي للازمة، ينحصر برأينا ضمن خيارين: المحارق او المطامر”.

واذ اثنى على “جهود وزير البيئة الذي يُبدي حماسةً في معالجة ازمة النفايات التي ورثها من اسلافه”، لفت إلى “اتّفاق سابق مع الحكومة يقضي بإقفال مطمر الجديدة-برج حمّود بعد انتهاء فترة العقد المُحددة باربع سنوات وعدم استقبال النفايات، لكن للاسف لم يتغيّر شيء منذ ذلك الحين والحكومة لم تّتحمّل مسؤوليتها في البحث عن مطمر جديد”.

وحذّر جبارة من “عودة النفايات الى شوارع المتن (مع اننا تحمّلنا لاربع سنوات تدعيات هذا الامر)”، متسائلا “هل المطلوب إقامة جبل نفايات جديد في المنطقة؟، رافضاً “فرض امر واقع علينا في هذا الموضوع تحت ضغط المهل وعودة النفايات الى الشارع”. وختم جبارة “ايجاد حلّ للازمة من مسؤولية الحكومة، واي حلّ افضل من إبقاء النفايات في الشوارع”.

أما عضو حزب الكتائب اللبنانية النائب الياس حنكش، فأوضح لـ “المركزية” بعد انسحابه من جلسة لجنة البيئة النيابية احتجاجا أن “الحديث كان مع رئيس مجلس الإنماء والإعمار، ليس مع وزير البيئة فادي جريصاتي. الأول قلل من احترامنا وهذا أمر غير مقبول، ولسنا مضطرين للبقاء في الاجتماع، فضلا عن أننا نستمع إلى أفراد فشلوا في إدارة أغلب الملفات. كان من المفترض أن يتمحور نقاش اللجنة اليوم حول العقود، ولا يتخذ هذا المنحى، لكنهم لم يتقبلوا آراءنا وانحدر الموضوع نحو قلة الاحترام”. وتابع “يتصرفون وكأنهم جعلوا من لبنان سويسرا، والواقع أن لو كانت من محاسبة في لبنان، لما حافظ المسؤولون عن ملف النفايات على مواقعهم، وهذا أقل ما يقال عن الموضوع”.

وأكد أن “من يظن أنه من موقع سلطته يمكنه اسكات البعض مقابل خدمات ربما، لا يمكنه اتباع هذا الاسلوب معنا لأن لا خدمات متبادلة لدينا، لذلك نريد الإفصاح عن الوقائع بصراحة مطلقة وهذا ما فعلناه. لسنا في وارد إطلاق مواقف إرضاء للبعض، ونحن أساسا لم نحضر الاجتماع لهذا الغرض”.

وفي ما خص إمكانية الاتجاه نحو توسيع المطمر أشار حنكش إلى أن “لم نتوصل إلى مرحلة مناقشة توسعة المطمر كوننا انسحبنا، ما من شيء واضح ولنستمع إلى ما توصلوا إليه”. أما عن الخطوات التي ستتخذها “الكتائب” في حال التوافق على التوسيع أجاب “هذا الموضوع سيدرس في وقته، لكن سنحضر في كل اجتماع ومن يزعجه كلامنا هذا شأنه”، مشدداً على أن “لم يعد بوسعنا تحميل منطقتي الجديدة وبرج حمود المزيد من النفايات، واليوم الناس كما البلديات يرفضون الفكرة”.

ولفت حنكش إلى أن “المواصفات العالمية لم تعتمد ولا الرقابة المشددة طبقت، كما وعدت الجهات المعنية، التي نكست بوعودها حتى مع البلديات، الأزمة لا تزال على ما هي عليه من روائح، حشرات، أمراض… فقد تصبح المنطقة منكوبة إذا ما استمر النهج الحالي”.