IMLebanon

فنيانوس: الارهاب الرقمي أصبح متمكنا ويتخطى سرعة تطور المؤسسات

رأى وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس أن “الارهاب الرقمي أصبح متمكنا تقنيا وماديا وبشكل تصاعدي يتخطى سرعة تطور المؤسسات. والخوف من إختراق أنظمة الطائرات، يجعل حماية هذا القطاع وتحصينه هدفا يدفع الدول إلى تبني إجراءات على المستوى الداخلي، وأيضا التنسيق المشترك في ما بينها، لتطبيق استراتيجيات دولية تضمن مقاومته لتهديدات الإختراق والقرصنة الإلكترونية”.

وجاء كلامه خلال افتتاح “المنتدى العالمي الخامس للأمن السيبراني” في “مركز طيران الشرق الأوسط للتدريب والمؤتمرات”، بتنظيم من المديرية العامة للطيران المدني ومركز سلامة الطيران.

وأوضح فنيانوس أنه “عندما بدأت أجهزة الكمبيوتر بمختلف أنواعها والأجهزة المحمولة باحتواء معلومات مهمة، وعندما ارتبطت هذه الأجهزة بشبكة الإنترنت واعتمد الناس عليها فى حياتهم اليومية وفي أعمالهم وتنمية تجارتهم واستخدموها فى التعليم والتواصل الإجتماعي وإنهاء إجراءاتهم الحكومية، واستخدموا هذه الأجهزة في مهام عديدة ومختلفة، أصبحت معلوماتهم الحساسة والبالغة الأهمية معرضة للخطر عن طريق الإختراق والإستيلاء، وبدأ القلق الفعلي والجدي على أمن هذه المعلومات والأجهزة التى تعالجها وتخزنها وتنقلها، فتم التفكير فى حماية هذه الأجهزة وحماية المعلومات الموجودة فيها”.

وأضاف: “من هنا جاءت أهمية الأمن السيبراني، الذي هو أمن المعلومات على أجهزة وشبكات الأنظمة الالكترونية، والعمليات والآليات التي يتم من خلالها حماية معدات الأنظمة الالكترونية والمعلومات والخدمات من أي تدخل غير مقصود أو غير مصرح به أو تغيير أو إختلاف قد يحدث، حيث يتم إستخدام مجموعة من الوسائل التقنية والتنظيمية والإدارية لمنع الاستخدام غير المصرح به، ومنع سوء الإستغلال وإستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الإتصالات والمعلومات التي تحتويها”.

وأكد أن “الامن السيبراني هو سلاح استراتيجي بيد الحكومات والأفراد، لا سيما أن الحرب السيبرانية أصبحت جزءا لا يتجزأ من الأساليب الحديثة للحروب والهجمات بين الدول، هو المجال الجديد الخامس للحروب الحديثة بعد البر والبحر والجو والفضاء الحقيقي”.

واعتبر ان “قطاع الطيران المدني في العالم اصبح معرضا لكثير من المخاطر التي يأتي على رأسها تهديدات الأمن السيبراني، وتوجد نقاط عديدة في مجال النقل الجوي تكون معرضة للهجوم والقرصنة الإلكترونية من قبل الإرهابيين، تبدأ من صناعة الطائرة ذاتها ومعداتها إلى أي مرحلة من مراحل عملها. فالإرهاب الإلكتروني، سواء قام به أفراد أو جماعات أو دول، يمكن أن يستهدف النظم الإلكترونية التي تطور الأجهزة والبرامج المستخدمة في المطارات”.

وتابع: “ان الطائرات تشتمل على شبكة معقدة من المكونات وروابط الاتصال وأجهزة الاستشعار، والتي تكون معرضة للهجمات الإلكترونية، سواء بالقرصنة أو التشويش. وبالتالي، يمكن للهجمات الإلكترونية أن تشل حركة الطيران المدني، بما في ذلك اختراق أنظمة الطيران الملاحية الإلكترونية، والتدخل في نظم الرادار والاتصالات، وتعطيل نظم متعددة في المطارات”.

وقال: “تتزايد أهمية التدابير الاحترازية في ظل الطبيعة التكنولوجية للطيران المدني، فضلا عن دوره في الاقتصاد العالمي، حيث وصل حجم مساهمة هذا القطاع الحيوي في الدخل القومي العالمي إلى أكثر من 2.7 تريليون دولار، ويعمل به حوالى 10 ملايين شخص”.

وشدد على أن “الأمن السيبراني هو مسؤولية الجميع ويتطلب إشراك جميع القطاعات ذات الصلة بهدف: تطبيق الإستراتجية الوطنية لأمن الفضاء السيبراني التي تم إعتمادها في مجلس الوزراء مؤخرا، وضع أسس تعاون وطني بين الحكومة والقطاع العام والخاص، خلق القدرات الوطنية لإدارة الحوادث عبر إنشاء مركز وطني للاستجابة لحوادث الأنظمة الالكترونية لمواجهة المخاطر، إنشاء مركز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي (CERT)، نشر ثقافة وطنية تعنى بأمن الفضاء السيبراني، حماية الفضاء الالكتروني الحكومي والتنسيق والتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية”.

وقال: “من هنا تأتي أهمية إستضافة لبنان لهذا المنتدى الدولي، الذي يعتبر مؤشرا قويا على مدى جديتنا وإلتزامنا تجاه أمننا السيبراني، والذي أصبح جزءا لا يتجزأ من الأمن الإستراتيجي على مستوى العالم. ونؤكد مجددا على حرصنا ووعينا التام لأهمية أمن وسلامة قطاع الطيران وحمايته من هذا النوع من المخاطر”.

وختم: “أتمنى أن يخرج هذا المنتدى بتوصيات مهمة نقدمها للدولة ومؤسساتها ونعمل على تنفيذها، آملين أن نكون على مستوى هذه التحديات”.