يبدو أن الهجوم الذي استهدف منشآت النفط السعودية سلط الضوء على الأسلوب والتقنيات المستخدمة في أسراب من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز بالكاد تصل قيمتها لمليون دولار بوجه الدفاعات الجوية للمملكة التي كلفت مليارات الدولارات.
وبينما تقول المملكة العربية السعودية إنها نجحت في التصدي والدفاع عن نفسها أمام الصواريخ الباليستية، يبدو أن مجموعة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز كانت كافية لتعطيل 5% من إنتاج النفط العالمي.
ويقول محللون إن الطائرات المسيرة الصغيرة توضح مدى صعوبة الأمر بالنسبة للدول، حتى مع وجود ميزانيات دفاع ضخمة تستثمر في هذه القدرات المتطورة. ولطالما تعاملت السعودية مع هجمات متكررة من اليمن بصواريخ باليستية، وفي كثير من الأحيان نجحت دفاعاتها في التصدي لها.
ومن بين الأسلحة التي استخدمها الحوثيون، صاروخ “قدس1” الذي يُعتقد أنه أحدث معظم الأضرار وهو يعتمد على تصميم سوفييتي من سبعينيات القرن الماضي، حيث كشف المتمردون الحوثيون في اليمن النقاب عنه في تموز الماضي، لكن لم يكن لديه المدى لضرب شرق المملكة العربية السعودية من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن السعوديين كان لديهم بعض الدفاعات بالقرب من الأهداف، مثل أنظمة صواريخ باتريوت المضادة، لكن معظم دفاعاتهم كانت موجهة نحو اليمن والخليج، في حين يبدو أن الهجوم جاء من الشمال.
وتمتلك السعودية أيضًا دفاعات قصيرة المدى حول البنية التحتية الحيوية، لكنها مصممة للتعامل مع الطائرات، وليس مع “الدرونز” أو صواريخ كروز التي تطير على ارتفاعات منخفضة.
ويقول خبراء الحد من التسلح إن الإيرانيين درسوا الدفاعات السعودية وطوروا صواريخ بمدى وقوة لتجنب الكشف والتسبب في أضرار كبيرة عند وصولها لأهدافها، فالجمع بينها وبين الطائرات بدون طيار رخيص وفعال.
ويبدو أن الطائرات المسيرة باتت مشكلة عالمية، إذ بدأ تنظيم داعش في العراق باستخدامها خلال معركة الموصل، وأيضاً أرسل المسلحون في سوريا في العام الماضي، أسراب من الطائرات بدون طيار لمهاجمة قاعدة جوية روسية.
واستجاب جيش الولايات المتحدة لهذا التهديد بنشر المزيد من صواريخ ستينغر بين قواتها البرية، لكن العديد من الخبراء يقولون إن القبة الحديدية الإسرائيلية هي الدفاع الأكثر فعالية ضد هذا النوع من الأسلحة المستخدمة في هجوم السبت، لكن من غير المرجح أن يبيع الإسرائيليون مثل هذه التكنولوجيا الثمينة لدولة عربية.