بعد ورقة بعبدا المالية والإقتصادية وموافقة معظم القوى السياسية عليها، والاعلان عن مشروع قانون موازنة 2020 وتأكيد وزير المال علي حسن خليل الا ضرائب جديدة ستطال جيوب المواطنين، وبين زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى باريس، يترقب لبنان ما ستؤول اليه الاوضاع المالية والاقتصادية الدقيقة. فهل فعلاً “نجا” المواطن من “شر” الضرائب كما يُسوق المسؤولون؟ وكيف ستتأثر الاوضاع بعد زيارة الحريري الى فرنسا؟
يشير الخبير الاقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة الى ان فرض الضرائب أسهل من القيام بالاصلاحات، ولو كانت هناك ردود فعل شعبية تعترض على الامر، فالطبقة السياسية تتمتع بمهارات خطابية تستطيع من خلالها ان تقنع جمهورها بها حتى لو كان ضد فرضها أساساً، لافتاً الى ان ارتفاع اسعار النفط سيزيد العجز وزيادة الضرائب باتت أمراً شبه محسوم.
ويشرح عجاقة في حديث لـIMLebanon ان الضرائب التي طالت المواطن جراء ورقة بعبدا المالية والإقتصادية، هي زيادة الحسومات التقاعدية من 6% الى 7% للعاملين في القطاع العام، زيادة الرسوم على السجائر، إعتماد ثلاثة معدلات للضريبة على القيمة المضافة، زيادة الضريبة على دخل الفوائد من 10% الى 11% وجعلها دائمة، فرض ضرائب أرباح مرتفعة على الامتيازات والأنشطة المضرة بالبيئة وعلى الاحتكارات”، مضيفاً “رأيي ايجابي بورقة بعبدا، وهي تتضمن الاصلاحات والضرائب، لكن اذا كانت الحكومة ستأخذ منها فقط الضرائب فهنا تقع المشلكة”.
ويتابع “ورقة بعبدا take it or leave it، أي ان يأخذها المسؤولون بكاملها أو ان لا يأخذوا منها شيئاً”، مشيراً الى ان “كلام بعض السياسسين عن عدم وجود ضرائب ليس دقيقاً وتغيب عنه المصداقية”.
وعن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى فرنسا ولقائه نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون استعدادًا لمشاريع “سيدر”، يقول عجاقة: “انها زيارة مهمة جداً وأنا أعول عليها بشكل كبير، والرئيس الحريري متواجد هناك كي يُحرر أموال سيدر، وبمجرد التوافق على الآلية سيكون هناك ارتياح في الاسواق داخل لبنان بشكل كبير”.
ويشير الى ان “المستقبل واعد، لكن المشكلة تمكن في انه لا يوجد حتى الساعة جدية في التعاطي مع محاربة الفساد، لانه محمي بالمحاصصة السياسية”، مضيفاً انه بحال زاد الضغط الدولي بخصوص محاربة الفساد سيتم استخدام معادلة “الستة وستة مكرر”.
ويختم عجاقة حديثه بمناشدة الى السياسيين: “لا تأخذوا الضرائب من ورقة بعبدا المالية والإقتصادية وتتركوا الاصلاحات”.
ستيفاني جعجع