كتب حسين درويش في “الشرق الاوسط”:
كشفت التطورات الأمنية في منطقة البقاع في شرق لبنان منذ نهاية الشهر الماضي، أن فترة الهدوء الأمني التي استمرت 6 أشهر انتكست، وعاد التفلت الأمني إلى المنطقة وبالتحديد إلى محافظة بعلبك الهرمل، وعادت عصابات الخطف والقتل والسلب بقوة السلاح لمزاولة نشاطها بعد ستة أشهر من الهدوء الأمني.
وبينما سجلت 3 حوادث خطف مقابل فدية، وسلب بقوة السلاح، على الأقل في هذه الفترة، تحركت القوى السياسية الفاعلة في المنطقة على خط مطالبة الدولة بضبط الوضع الأمني والسلاح المتفلت، و
ويحظى ملف التدهور الأمني في البقاع بمواكبة سياسية كبيرة، وقال عضو كتلة نواب بعلبك الهرمل الدكتور إبراهيم الموسوي لـ«الشرق الأوسط» إن متابعة الوضع الأمني المتفلت هو أولوية لدى نواب بعلبك الهرمل وقيادة «حزب الله» وهو موضع اهتمام ومتابعة خاصة من أمين عام «حزب الله» «نظرا للقناعة العميقة والعلاقة الجدلية التي تربط الإنماء بالأمن»، مشدداً على أنه «لا أمن من دون إنماء ولا إنماء من دون أمن، فالمنطقة التي تفتقر إلى الموارد وضيق سبل العيش والخدمات تدفع الناس لأمن غير اجتماعي كما البعض من الناس لاتجاهات معينة» خارج القانون.
وأكد الموسوي «أن الأمن أولوية والمطلوب من الدولة اللبنانية وأجهزتها والقوى المولجة بحفظ الأمن القيام بمسؤولياتها، لافتاً إلى أن «التدهور الأمني يؤثر على الأمن الاجتماعي». وقال: «هذا التفلت تتحمل مسؤوليته الدولة أولا، والمطلوب من القوى الأمنية بأجهزتها المختلفة تحمل المسؤولية»، لافتاً إلى «إننا رفعنا الصوت عاليا مع حركة أمل من أجل حث الدولة على القيام بواجباتها وملاحقة المطلوبين والمجرمين وسوقهم للعدالة ورفعنا الغطاء عن أي مطلوب أو مخل بالأمن في أي منطقة».
وبات ملف بعلبك – الهرمل تحت الضوء، عندما قامت إحدى العصابات في 24 أغسطس (آب) الماضي بخطف اللبناني جوزف حنوش بعد استدراجه من قبل ثلاثة مسلحين قاموا بخطفه من غربي بعلبك، ونقله من خلال المعابر غير الشرعية إلى الداخل السوري، وما زال مصيره مجهولاً حتى الآن.
وتلقت عائلة حنوش الأسبوع الماضي اتصالا من الخاطفين من منطقة التل الأبيض أحد أحياء مدينة بعلبك التي انتقل إليها أحد الخاطفين وأجرى اتصالا بالعائلة مطالبا إياها بدفع فدية بمبلغ 500 ألف دولار مقابل الإفراج عن ابنهم. ولم تفلح الاعتصامات وحرق الإطارات المشتعلة في تغيير شيء في المشهد حتى الآن.
في معلومات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، داهمت الأجهزة الأمنية السورية فجر الجمعة القرى الحدودية مع لبنان في الداخل السوري بحثا عن حنوش، وتخلل عملية المداهمة اشتباكات مع الخاطفين الذين تمكنوا من الفرار، ولم تسفر العملية عن تحرير حنوش.
وخلال الأسبوع الماضي، اختطف السوري مرهف طريف الأخرس ابن رجل الأعمال السوري طريف الأخرس بين عاليه وشتورا في جبل لبنان، وتلقت عائلته اتصالاً من الخاطفين يطالبون بفدية تبلغ مليوني دولار، قبل أن يُفرج عنه الخميس الماضي، من غير تأكيد ما إذا كانت الفدية تم دفعها أم لا.
ولم تعمر الخطط الأمنية في محافظة بعلبك الهرمل طويلا، ومع بداية تنفيذ كل خطة أمنية للمنطقة يلجأ المطلوبون للاختباء في الداخل السوري في قرى قريبة من الحدود مع لبنان، قبل أن يستأنفوا نشاطهم بعد أشهر من الهدوء. ونشطت مؤخرا عمليات سرقة وسلب السيارات بقوة السلاح وتهريبها من خلال المعابر غير الشرعية وبيعها في الداخل السوري. وضبطت دورية من مخابرات الجيش اللبناني الشهر الماضي على أحد المعابر غير الشرعية عصابة محترفة تقودها امرأة سورية كانت تقوم باستئجار السيارات بإخراجات قيد مزورة وتنقلها إلى سوريا لبيعها هناك.
وتعرض الثلاثاء الماضي سعيد يعقوب جبرايل من بلدة راس بعلبك لعملية سلب وإطلاق نار بين بلدتي شعت والحدث في البقاع الشمالي بهدف سلب سيارته بينما كان عائدا من معرض المونة إلى منزله في العاصمة، وتمكن يعقوب من الفرار وتقدم بدعوى ضد مجهولين.