أشار الوزير والنائب السابق غازي العريضي، بعد لقائه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، إلى أنهما عرضا “الوضع العام في البلاد والواقع الاقتصادي والاجتماعي والمالي الضاغط، وضرورة اتخاذ الإجراءات المتفق عليها سريعا لإعطاء إشارة توحي للثقة بلبنان ومسؤوليه، وبالاستعداد لمواكبة الحركة التي تقوم بها دول ومؤسسات كبرى لمساعدة لبنان”.
وأضاف العريضي، في تصريح: “توقفنا امام الواقع السياسي في لبنان وما استجد أخيرا من تصرفات اثارت استياء الناس ولا تتوافق مع ما أشرنا اليه من ناحية العمل المؤسساتي الذي يوحي بالثقة بالنسبة الى اللبنانيين لا في الداخل ولا في الخارج. ففي مسألة التوقيفات التي حصلت لبعض أبناء منطقتنا وعشيرتنا وبيئتنا فالموقف الثابت عبر عنه سماحة الشيخ بموقف حكيم وعاقل فيه اعلى مستوى من الحرص على مؤسسات الدولة وتطبيق القانون والعدالة من دون تغطية لأي خلل او خطأ أيا يكن مستواه وحجمه على الاطلاق. فعندما نقول الدولة والاحتكام اليها فيعني ان يكون تطبيق القانون بعدالة وتصرف يحترم الناس، فنحن في دولة ولسنا في غابة. نحن مع شرعية الدولة وشريعتها وقانونها ولسنا مع شريعة غاب بأن يتصرف أي جهاز من الاجهزة بطريقة تسيء الى كرامات الناس وحرمات المنازل، فالطريقة التي تمت فيها التوقيفات بالنسبة الى أبنائنا كانت مرفوضة بالكامل، وربما لو كان ثمة رد فعل لكانت ذهبت الأمور الى غير ما نريد ووصلنا الى نقطة لا تحمد عقباها على الاطلاق”.
وختم: “أملنا أن تمارس الدولة سلطتها في كل المناطق اللبنانية وتذهب الى تطبيق القانون وتحتكم الى العدالة التي يجب ان تكون السقف الذي يظلل جميع اللبنانيين، لكن ان يدرك المعنيون في المؤسسات المكلفة القيام بمهمات من هذا النوع اننا مواطنون لبنانيون لنا الحقوق الكاملة والكرامة التي لا نقبل من أي شخص او جهة او مؤسسة بأن يساء اليها، وهذا ما أشار اليه سماحة الشيخ الذي نشد على يده ونقف الى جانبه، وقد لاقاه بموقف متقدم وواضح الزعيم الوطني وليد جنبلاط. وبناء عليه نأمل ان تأخذ الأمور مجراها على القاعدة والاسس التي اشرنا اليها”.
كما التقى حسن وفدا من سيدات الاتحاد النسائي التقدمي برئاسة رئيسة الاتحاد منال سعيد، عرضن مقترحات القانون المتضمنة تحديد سن الزواج والخطوات التوعوية للحد من ظاهرتي التفكك الاسري وزواج الأطفال. ورافق الوفد عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي المحامي نشأت الحسنية، بحضور امين سر المجلس المذهبي المحامي نزار البراضعي.
وبعد اللقاء، قالت سعيد: “تشرفنا اليوم بزيارة سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، حيث طرحنا على سماحته قضية تزويج الطفلات وما يدور في فلكها من مشكلات وآفات أسرية وإجتماعية لها الدور الأكبر في تزايد حالات الطلاق، وفي ارتفاع نسبة المشاكل الزوجية والتفكك الأسري وتسرب المراهقات والمراهقين من منازل ذويهم تحت ذرائع ومسميات مختلفة. وقد شرحنا لسماحته المخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية الناجمة عن زواج الأطفال بشكل عام وتأثيره على الزوجات – الطفلات تحديدا. وقد أبدى سماحة شيخ العقل انفتاحا مع الطروحات، منوها بدور الاتحاد التوعوي، ومباركا لنا كل خطوة تصب في اطار التوعية لعدم الزواج دون سن الوعي والنضج”.
وأضافت: “ان زيارتنا إلى سماحة الشيخ خطوة أولى ضمن سلسلة زيارات ننوي القيام بها إلى كافة المرجعيات الروحية لطرح قضية تحديد سن الزواج، وذلك بالتزامن مع استمرار النضال باتجاه إقرار قانون مدني يحدد سن الزواج بـ 18. وفي هذا السياق نطالب لجنة الإدارة والعدل النيابية بتكثيف الجهود لإقرار هذا القانون الكفيل وحده بتحقيق الحماية اللازمة للطفلات وبتأمين العدالة والمساواة بين المواطنات والمواطنين اللبنانيين تحت سقف القانون لأي دين أو طائفة انتموا”.
كذلك استقبل حسن وفدا من الجالية الدرزية في الارجنتين، ضم معتمد مشيخة العقل شريف القنطار ورئيس الجمعية الدرزية الدكتور نبيل العطار وممثل مكتب الاغتراب في الحزب التقدمي الاشتراكي اكرم غصن وشخصيات اغترابية. وعرض الوفد شؤونا متصلة بواقع المغتربين واوضاعهم.
بعد ذلك، ترأس شيخ العقل اجتماعا للجنة الأوقاف في المجلس المذهبي لمناقشة المسائل المتعلقة بتطوير عملها، واجتماعا ثانيا لمجلس أمناء كلية السيد الأمير عبد الله التنوخي.