“نحن كحكومة لا نوافق على كلام نصرالله عن ايران ونحن واضحون ويعرف ذلك. لا نريد لبنان على اي محور لا الايراني ولا غيره ونحن في الخارجية نطبّق مبدأ “النأي بالنفس”. بهذا الموقف الواضح وضوح الشمس، وضع وزير الخارجية جبران باسيل من واشنطن على هامش مشاركته في الوفد الرئاسي الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، النقاط “الرسمية” على حروف موقف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الاخير الذي اعلن فيه “ان “حزب الله” يخوض بقيادة إيران معركة كبرى، وقائد مخيّمنا هو خامنئي”.
غير ان ردّ باسيل المتأخّر بأيام، بدا “لافتاً” بمكانه، حيث تخوض واشنطن حملة ضغوط واسعة ضد طهران واذرعها العسكرية ابرزها حزب الله ولا توفّر مناسبة او استحقاقا لتأكيد عزمها على قطع الشرايين الحيوية التي يتغذّى منها اقتصادها لقطع امداداتها المالية لميليشياتها في المنطقة، ومضمونه، حيث اعاد التذكير بسياسة النأي بالنفس المُعتمدة في البيان الوزاري وبأهمية اعتماد الحياد كمبدأ اساسي لحماية لبنان من لعبة المحاور، وهما عنوانان يُظللان دائماً مواقف الادارة الاميركية وزوّارها في بيروت.
ولا تعتبر مصادر حزب الله ما جاء على لسان وزير الخارجية من واشنطن يستحق التوقّف عنده لتعكير صفو العلاقة الجيّدة جداً التي تربط الحزب بباسيل، فبرأيها “ان ما قاله امر طبيعي يأتي في سياق مهمته كوزير خارجية يُمثّل سياسة لبنان في الخارج، ومن الطبيعي ان يكون جوابه بهذا الشكل على اسئلة محددة”.
وتحرص مصادر الحزب عبر “المركزية” على التأكيد “بأن ما قاله باسيل لا يُفسد في الود قضية، في النهاية مواقفه لا يُمكن الا ان تنسجم مع موقعه كوزير للخارجية، ومن حقّه قول ما يشاء انطلاقاً من كَونه يُمثّل الدولة اللبنانية. قد نختلف في بعض وجهات النظر، فكل منّا لديه مواقفه الخاصة الا ان علاقتنا جيّدة ومستمرة”.
على ان “اللافت” في كلام باسيل من وجهة نظر الحزب، كما تقول مصادره، “انه اسهب في مقابلته التلفزيونية في الحديث عن قوّة لبنان وحقّه بمقاومة الاعتداءات الاسرائيلية القائمة في شكل شبه يومي”، وذلك في إشارة الى قوله “بأن مصلحتنا ان يكون لبنان محمياً من الخروقات الاسرائيلية ونحن مع كل ما يحمي لبنان. فرضنا بقوتنا معادلة عدم اعتداء اسرائيل على لبنان كما نحن لم نعتد يوما عليها، من جهة اخرى الرد على المسيّرات جاء بطريقة مدروسة ومصلحة لبنان هي الأهم”.