نشر الاعلامي أسعد بشارة بعضًا من وقائع لقاء شارك فيه مع مجموعة اعلاميين مع رئيس حزب “القوات اللبنانينة” الدكتور سمير جعجع.
وكتب ان “سمير جعجع في منتصف الطريق بين التسوية والخروج من سفينة تغرق. هذا هو الانطباع الذي يخرج به زائر معراب هذه الايام. بعد نشوة تفاهم معراب التي بنيت عليها آمال كبار، وبعد انتخاب العماد ميشال عون بفعل هذا التفاهم، ها هو العراب من معراب، ينعي مرحلة ويصف مساوئها بإسهاب، من دون أن يمتلك الإجابة عما يمكن فعله غداً. الحقيقة بشفافية على لسان سمير جعجع: كل يوم بيومه، ولا امتلك فكرة واضحة عن المستقبل. حقيقة يقولها بشجاعة، ولكن بألم. فما العمل”.
ويضيف: “يبدي جعجع انزعاجه من موجة مقالات صحافية صورت القوات اللبنانية وكانها هزمت في التعيينات، ويقول: لم اقرأ مقالاً واحداً يقول ان القوات انتصرت لأنها لم تتخل عن مبادئها، لم أقرا مقالا يقول ان القوات دفعت ثمن مبدئيتها، لانها تمسكت بالآلية”.
ويردف بشارة ان جعجع “يكشف أن آخر اجتماع مع الرئيس سعد الحريري سأله الاخير: عن جد سمير شو مطلبكن بالتعيينات، فأجبته: الآلية، ليرد: شو عم تتساءل عليي؟ يستطرد جعجع: كأن لا احد في هذه الدولة يصدق أن مطلبنا هو دولة المؤسسات، ويكشف من جهة ثانية ان الحريري بعد ان عطل الوزير جبران باسيل التعيينات عاد وقبل بمنطق باسيل ان الحصة الشيعية للثنائي، والسنية لتيار المستقبل، والمسيحية للتيار العوني على ان يعطي باسيل القوات قدر ما يريد، هذا هو تمجيد الشطارة على الطريقة اللبنانية كما يقول جعجع، “فلو كنا نريد استعمال الشطارة، فغن حزب الله مستقتل ليفتح علاقة معنا، ولكن نحن لا نتصرف الا وفقاً لمبدئيتنا.”لقد انخرطوا بالفساد الى درجة باتوا يشعرون اننا نعيش على كوكب آخر.
يجرد الدكتور جعجع الوضع الحالي من كل الزوايا: “شو بعد باقي من البلد؟ ويضيف بالعربي المشبرح:على أيام الرئيس سليمان كان باقي اكتر”، عن نظرية الرئيس القوي اتحدث”.
يشرح جعجع: في قرار السلم والحرب، هل مقبول أن يصمت رئيسا الجمهورية والحكومة عن كلام السيد حسن نصرالله الذي يقول أنه اذا تعرضت ايران لضربة عسكرية فسيتدخل؟ ما علاقتنا نحن بإيران ولماذا لا يلتقي عون والحريري نصرالله لكي يقولا له هذا الكلام.رئيس الجمهورية مسؤوليته دستورية بامتياز وكذلك رئيس الحكومة، ويجب ان يقولا لنصرالله ان مواقفه غير مقبولة، وليست الشطارة في ان يقول البعض انه الاكثرية عند التعيينات.
في الوضع الاقتصادي يحذر جعجع ويقول: اتذكر حين انهارت الليرة تدريجياً في العام 1985، وفي كل الاحوال النتائج على كل الأصعدة ليست جيدة، والحلول ترقيع اي كمداواة التهاب الروايا بحبة بانادول.
يشرح عن الموازنة: “بدأنا النقاش في موازنة 2019 في اكتتاب بـ11 مليار ليرة من المصارف بفائدة صفر او واحد بالمئة، كما بتدابير حول سلسلة الرتب والرواتب وبأعباء التقاعد فانتهينا بلا شيء، عند ذلك صوتنا ضد هذه الموازنة لانها ليست الحل، واليوم موقفنا نفسه، فالموازنة التي تطرح تحت عنوان 2020 موازنة عادية وبموازاتها قدمنا ورقة اقتصادية بالاجراءات والاصلاحات والتواريخ واذا لم يؤخذ بها سنصوت ضد هذه الموازنة.
لا زلنا يقول جعجع مع طرح تشكيل حكومة اخصائيين، وعلى الطقم الحالي ان يرتاح شوي، واذا اعطونا عرض كتافن، نشكل حكومة مغطاة سياسياً من 14 او 18 وزيراً(ماكسيموم) من وزراء ناجحين، ونحاسبها في مجلس النواب اذا فشلت، وايضاً أنا مع حكومة اكثرية اذا ارادوا.
وقال: نحن متمسكون بوجودنا في الحكومة لأن من خلال وجودنا بداخلها، نقاتل اكثر ونحصل على المعلومات، في الحكومة الماضية على سبيل المثال اوقفنا صفقة البواخر.
يدرك جعجع حقيقة الأزمة يطرح امام الاعلاميين “الاصدقاء” اكثر من سيناريو ويوحي انه منفتح على كل الخيارات. سئل عن تشكيل اطار انقاذي يواجه الازمة، وعبر عن رأيه بان في لبنان “ما بتظبط فيه ثورة”، واضاف: علينا ان نعمل بالقلة القليلة التي بين ايدينا، كل يوم بيومه. مشكلتنا داخلية يقول: لو ان بين كل عشرة مسؤولين رجلا دولة لحصل بعض التوازن لكن لا يوجد للأسف.
لم يكن يحبذ الفرز بين البشر أوادم وغير اوادم، على ما يقول الرئيس تمام سلام، لكنه اليوم عاد الى استذكار سلام وعبارته الشهيرة، مستعملاً اياها نفسها: فعلاً بات يجب الفرز بين فريق الاودام والفريق الآخر. يقولها بثقة، لكن لا يحسم رغم التاكيد على استمراره في الحكومة، أي من خياراته، فالحسم صعب تحت وقع معادلة، “نواجه الازمة على طريقة كل يوم بيومه”.