شارك رئيس الجمهورية ميشال عون في التاسعة صباحا بتوقيت نيويورك (الرابعة بعد الظهر بتوقيت بيروت) في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للامم المتحدة بدورتها الرابعة والسبعين وفي الغداء الذي أقامه أمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريس على شرف رؤساء الوفود.
وواصل عون لقاءاته على هامش اعمال الجمعية، حيث التقى في مقر الامم المتحدة عددا من رؤساء الدول المشاركة والمنظمات الدولية، في حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة امل مدللي، السفير اللبناني لدى واشنطن غابي عيسى، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، ومدير الاعلام رفيق شلالا، والمستشار أسامة خشاب.
وفي هذا الاطار، التقى رئيس الجمهورية العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في حضور ولي العهد الامير حسين بن عبد الله، وزير الخارجية ايمن الصفدي، مستشار الملك للتنسيق والاعلام بشر الخصاوني، سفيرة الاردن في الولايات المتحدة دينا قعوار وسفيرة المملكة الاردنية لدى الامم المتحدة سيما بحوث.
وتطرق البحث خلال اللقاء الى العلاقات اللبنانية – الاردنية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، إضافة الى الاوضاع في المنطقة والمسار المتعلق بالقضية الفلسطينية والمخاطر الماثلة أمامها من جراء ما يسمى بـ”صفقة القرن”.
وهنأ الملك عبد الله الثاني عون على “تأييد الامم المتحدة لقرار إنشاء أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان”، معربا عن دعمها “واستعداده للمساهمة في كل ما يؤدي الى انجاحها”.
كما أثير خلال اللقاء “موضوع استجرار الطاقة الكهربائية من المملكة الاردنية، وما يمكن للأردن أن يقدمه في هذا المجال”.
وأبدى الملك عبد الله “استعداد بلاده لتزويد لبنان بالطاقة لزيادة انتاجه الكهربائي، ويبقى امام ذلك ايجاد حل لموضوع ربط الشبكات الكهربائية بين البلدين”.
كما تم تأكيد “ضرورة ايجاد الحلول المناسبة والعملية لعودة النازحين السوريين الى وطنهم، لاسيما أن البلدين يتشاركان عبء هذا النزوح وتداعياته على مختلف الصعد”.
وأكد الملك عبدالله أنه سيواصل “اتصالاته لمعالجة هذا الموضوع وسيكون من ابرز نقاط البحث في اللقاء الذي سيعقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي”.
وتناول البحث ايضا التعاون الاقتصادي بين البلدين وإقامة سوق اقتصادية مشتركة لدول المشرق من بينها سوريا ولبنان والاردن والعراق، على ان تنضم اليها بعد انطلاقها واثبات فعاليتها دول اخرى. وكانت وجهات النظر متطابقة بين الجانبين اللبناني والاردني، وتوافق على مواصلة الاتصالات بين اللجان المشتركة وتفعيل عملها.
ثم التقى عون المديرة العامة لمنظمة “الاونيسكو” اودري ازولاي، في حضور الوفد المرافق، وعرض معها العلاقات بين لبنان والمنظمة، وشكرها على دعمها لانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”.
واعتبرت أزولاي أن “قرار تأييد الامم المتحدة إنشاء هذه الاكاديمية هو حدث تاريخي مهم بالنسبة إلى لبنان”، معربة عن تعلقها بـ”هذا البلد الذي يجسد قيما حضارية مهمة”، وقالت: “عندما أتحدث عن لبنان، كأني أتحدث عن العالم كله”.
ورد عون شاكرا لازولاي عاطفتها، مؤكدا أن “التعاون بين الاونيسكو ولبنان سيكون مثمرا ومنتجا”.
وأشارت أزولاي إلى أن “ما ستقدمه المنظمة إلى الأكاديمية يأتي في مجال الدراسات والابحاث”، آملة في أن “تقوم بزيارة ميدانية للبنان للاطلاع على عمل مكتب الاونيسكو في بيروت ولقاء المسؤولين اللبنانيين للبحث في سبل التعاون بين المنظمة والمؤسسات اللبنانية المعنية”.
ورحب رئيس الجمهورية بـ”رغبة السيدة ازولاي”، مؤكدا أنه “سيتم توجيه دعوة رسمية اليها من أجل إتمام هذه الزيارة”.