Site icon IMLebanon

نفق “الأشباح” في شكا… خطر وخوف

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

في الوقت الذي تعاني فيه مناطق الشمال نقصاً كبيراً في البُنى التحتية رغم الحاجة الماسّة إليها، وفي الوقت الذي ترتفع فيه المطالبات شمالاً بافتتاح أنفاق وجسور وطرق تخفف من زحمة السير وتراعي شروط السلامة العامة، فإن نفق شكا لا يزال هو مشكلة المشاكل وتمر عبره يومياً مئات بل آلاف السيارات من الشمال باتجاه بيروت وبالعكس.

فعدا عن الإنهيارات التي حصلت العام الماضي بفعل الأمطار وأدت إلى قطع الطريق هناك بعد النفق بمسافة قليلة، ما زال العمل على اصلاحها لم ينتهِ بحل جذري. فإن داخل النفق، بالمسربين سواء للمتجهين نحو بيروت أم العائدين من بيروت ومناطق أخرى كالبقاع والجنوب نحو الشمال يشهد مشكلة حقيقية، وهو دليل حسي يومي على حالة اللامبالاة من المعنيين في وزارتي الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه تجاه محافظة الشمال ومناطقه، التي وإلى جانب معاناتها من سوء أحوال الطرق وتردي نوعيتها، تشهد حرماناً ملحوظاً وغياباً تاماً للوزارات المعنية في إصلاحها وتأهيلها وجعلها أكثر أمناً للسير عليها. ويعتبر هذا النفق على طريق شكا الدولي الذي يربط مناطق الشمال بالعاصمة، ممراً إجبارياً لكل المتجهين من الشمال صوب مدينة بيروت.

خطر الموت

خطر الموت داخل النفق هو من خطر وقوع الحوادث خصوصاً مع العتمة المستجدة داخله. فالإنارة منذ مدة منقطعة داخل النفق (ليلاً – نهاراً) وخطر الموت بالتالي قائم ليلاً ونهاراً، وليس هناك من المسؤولين من يكترث بحياة الناس والمواطنين الذين يشعلون مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي تنتقد الوضع الذي وصلت إليه الأمور داخل النفق. كما أن الإنارة ليست وحدها هي المشكلة، إنما هناك أيضاً الحُفر الخفية وغياب الصيانة عنه.

لا أحد يدري متى يضاء هذا النفق ومتى لا يُضاء. وفي داخل النفق الليل والنهار متساويان إن في العتمة أم في الظلمة، لأن الحاجة ضرورية للإنارة 24/24 كي لا يخيم الليل في داخله وهي ليست مؤمنة بهذه الطريقة على الإطلاق. ومن الجدير ذكره أن غياب أعمال الصيانة عن إنارته وتحسين نوعية مصابيحه واضح، إذ خلال ساعات النهار يبقى الظلام الحالك مسيطراً ولا يمكن للسائق أن يقدر عرض الطريق ومعرفة أين تبدأ وأين تنتهي. كما أن ضوء النهار الآتي من نهاية النفق يمنع السائق من معرفة ما إذا كانت هناك سيارات حوله وخلفه، أما مصابيح السيارات التي تضاء عند المرور لحظة العتمة فهي أيضاً من المسببات الأولى في حصول الحوادث، ناهيك عن الفوضى العارمة التي تتسبب بها اصوات ابواق السيارات لدى مرورها، إضافة إلى الحفر الخفية والمخفية بحكم العتمة المسيطرة والتي تتسبب في كثير من الأحيان بأعطال كبيرة في السيارات وحوادث متكررة.

نفق أشباح

يشرح خالد العبدالله، وهو مواطن شمالي يقصد بيروت يومياً للعمل، فيقول: “إنه نفق أشباح ولا ندري ماذا ينتظرنا لحظة المرور داخله. صحيح أنها مسافة لا تتعدى النصف دقيقة لكنها بالحقيقة مساحة حقيقية لكي يتسلل الرعب إلى داخلك فلا تدري أتخرج من النفق أم تبقى داخله؟”.

ليس النفق بعيداً من أعين المسؤولين لا سيما وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس إبن زغرتا والشمال. فالنفق ليس بحاجة إلى معجزات انما لبعض الصيانة بالإسفلت من جهة وزارة الأشغال، والإنارة في الداخل من قبل وزارة الطاقة وليكن ذلك بالتعاون مع البلديات المسؤولة ضمن هذا النطاق الذي يقع النفق فيه. فمن رصد “الزفت الإنتخابي” في كل بقعة قبيل الانتخابات، ومن استعمل الوزارات لأغراض انتخابية هنا وهناك، لن يصعب عليه اليوم إيجاد الحلول لنفق لا يتجاوز عدة أمتار، كما أن حاله حال النفق على الطريق الساحلية البحرية في المنطقة نفسها، والمطلوب إيجاد الحل الذي يحمي حياة الناس على الطرق، هذا إذا كان المسؤول يضع حياة الناس في أولوياته!