أوضح رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميّل، بعد لقائه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده في دار المطرانية، أن هذه “زيارة واجب لسيادة المطران الياس لأنه قمة الإيمان والروحانية، وفي أيامنا هذه، في الظرف الذي يمر به البلد نحن بأمسّ الحاجة للعودة إلى الينابيع، إلى الروحانية التي نكتسبها مع سيدنا المطران الياس عوده”، متمنيًا “لو يأتي كل إنسان سياسي ويتشبع من هذه الدروس لأنها أساسية إذا كنا حقيقية نريد أن نخدم لبنان وطن الرسالة”.
وقال الجميّل: “لن أدخل في السياسة الرائجة اليوم، ولكني أعطي مجرد تصور شخصي للحل إذا كنا نريد الخروج من هذا الظرف الصعب جدا الذي نمر فيه، يرتكز إلى إنجازين يجب تحقيقهما. الإنجاز الأول هو العودة إلى روحية الدستور اللبناني، خاصةً لجهة تأكيد بعض المؤسسات الإدارية التي من شأنها أن توقف الإدارة على رجليها ونحن وضعناها على الرف. وسبب كل هذا الإهمال وهذا الضياع الذي يعيشه اللبنانيون فقدان لبنان لمؤسساته التي من شأنها مواكبة الإدارة اللبنانية. إذا كان المواطن يعاني اليوم فلأنه فقد الثقة بالإدارة، فقد الثقة بإمكان الدولة اللبنانية أن تقدم إليه الحد الأدنى من ضرورات الحياة، وما أعنيه هو تعويم المؤسسات الأساسية، منها الخدمة المدنية، ديوان المحاسبة، التفتيش المركزي، أي المؤسسات التي تضمن الشفافية فاعلية الإدارة اللبنانية. إذا اطمأن المواطن لإدارته يأخذ ثقة أكثر في المستقبل ويمكن أن يعطي أكثر ويأخذ ما يستحقه ولاسيما أن يستعيد الإنسان اللبناني كرامته من خلال هذه التقديمات”.
وأضاف: “الإنجاز الثاني هو اللامركزية الإنمائية. إذا استطعنا أن نحقق هذين الإنجازين من جهة قضية الإدارة وإعادة الحوكمة المفيدة انطلاقا من المؤسسات التي ذكرتها، أن نعومها من جديد، من جهة أخرى تحقيق اللامركزية الإنمائية حسبما تنص عليه كل المشاريع الحكومية والبيانات الوزارية. إذا حققنا هذين الإنجازين أعتقد أنها تكون بداية طريق لخلاص البلد. أمور كثيرة تعالج من خلال هذين الإنجازين بما فيها قضية سيادة البلد، طمأنة الناس، الثقة بالمستقبل واستعادة الشباب برجوعهم إلى البلد ليساهموا في إنقاذه”.