كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، فإنّ الصباح الجيّد هو الذي يتألف من فنجان قهوة، وفطور صحّي، وربما حصّة رياضية، ولكن أيضاً التمكن من قضاء الحاجة. ففي حين أنّ هذه العادة المنتظمة يتمّ غالباً تجاهلها، إلّا أنّ حركة الأمعاء يمكن أن تكشف الكثير عمّا يحصل في الجسم، وقد تكون أيضاً نافذة إلى الوزن.
أكّد خبراء موقع «Livestrong» أنّ البراز قد يشير إلى أمور مثل عدم توازن بكتيريا الأمعاء، وقلّة استهلاك الألياف، وربما حتى إلتهاب مُزمن. وعرضوا في ما يلي كيف يمكن لهذه المشكلات أن ترتبط بالرقم الظاهر على الميزان:
علاقة بكتيريا البراز بخسارة الوزن
يمكن للوزن أن يتأثر في مستويات بكتيريا معيّنة في الأمعاء تكون موجودة في البراز، إستناداً إلى دراسة صدرت أيلول 2017 في «International Journal of Obesity».
فبعد تقسيم 62 مشاركاً يعانون من زيادة الوزن إلى مجموعتين، تتبّعت الأولى حمية «Nordic» العالية الألياف والمرتكزة على الورقيات الخضراء، والحبوب الكاملة، والفاكهة، في حين تقيّدت الثانية بحمية «Danish» المليئة باللحوم والبيض والخالية من الحبوب، حلّل الباحثون نوعين من بكتيريا الأمعاء «Prevotella» و»Bacteroides» موجودتين في براز المشاركين.
وتبيّن أنّ الذين اتبعوا غذاء «Nordic» خسروا نحو 3 كلغ أكثر من نظرائهم الذين التزموا بالـ»Danish» ولكن بشرط واحد: فقط الذين يملكون مستويات أعلى من الـ«Prevotella» مقارنةً بالـ«Bacteroides» في برازهم خسروا الوزن. الأشخاص الذين تقيّدوا بحمية «Nordic» ولكن لم يظهروا معدلات أعلى من الـ»Prevotella» لم يخسروا الوزن أكثر بكثير من نظرائهم الذين اتبعوا حمية «Danish».
بمعنى آخر، لاحظ الباحثون أنّ المشاركين الذين يملكون مستويات مختلفة من بكتيريا الأمعاء في برازهم لديهم ردات فعل متفاوتة على النظام الغذائي. هذا ما قد يفسّر سبب أنّ بعض المشاركين تمكنوا من خسارة الوزن إثر اتّباعهم حمية «Nordic»، في حين أنّ الآخرين عجزوا عن ذلك. لفهم مستويات بكتيريا الأمعاء بشكل أفضل، يُنصح باستشارة طبيب أمراض الجهاز الهضمي.
الألياف تنظّم حركة الأمعاء وتخفض دهون الجسم
الألياف عبارة عن مغذيات تلعب دوراً في الجهاز الهضمي وانتظام حركة الأمعاء، وفق «U.S. National Library of Medicine». هناك نوعان مختلفان منها: القابلة وغير القابلة للذوبان، وكلاهما مهمّ لتعزيز الصحّة والهضم. الألياف القابلة للذوبان موجودة في نخالة الشوفان والمكسرات وتُعرف بقدرتها على إبطاء الهضم.
أمّا الألياف غير القابلة للذوبان المتوافرة في نخالة القمح والخضار والحبوب الكاملة فتُليّن البراز وتساعد على عبور الطعام بسرعة أكبر. بحسب «Mayo Clinic»، فإنّ الألياف لا تساهم فقط في انتظام حركة الأمعاء، إنما تشكّل أيضاً وسيلة جيدة للتحكم في الوزن. فالمأكولات الغنية بهذه المغذيات تساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم، وتوفر الشبع أكثر، ما يعني أنّ الإنسان يستهلك كمية أقل منها. فضلاً عن أنها تميل إلى أن تكون أقل احتواءً على الكالوري مقارنةً بأطعمة كثيرة أخرى.
عندما يتعلق الأمر بالوزن ودهون الجسم، فإنّ استهلاك الألياف القابلة للذوبان قد رُبط بانخفاض خطر دهون البطن، إستناداً إلى مقال نُشر شباط 2012 في مجلّة «Obesity». فعندما رفع الباحثون معدل استهلاك المشاركين للألياف القابلة للذوبان بـ10 غ، وجدوا انخفاض الدهون الحشوية المُحيطة بالأعضاء الداخلية بنسبة 3,6 في المئة.
وبالنسبة إلى المشاركين الذين تحلّوا بنشاط معتدل، فإنّ هذا الانخفاض كان أعلى من ذلك وقد شهدوا أيضاً تراجعاً في الدهون تحت الجلد التي يمكن رؤيتها.
إرتباط الإسهال المُزمن بالبدانة
في حين أنه من المعلوم أنّ البدانة مرتبطة بارتفاع خطر بعض المشكلات الصحّية مثل أمراض القلب والسكري، يبدو أنها متعلّقة أيضاً بحركة الأمعاء غير الطبيعية، وفق تحليل صدر أخيراً أيلول 2019 في «Alimentary Pharmacology & Therapeutics».
فبعد متابعة أكثر من 5000 مشارك، وجد الباحثون أنّ البدناء كانوا 60 في المئة أكثر عرضة للإسهال المُزمن، بغضّ النظر عن نظامهم الغذائي أو نشاطهم البدني. السبب الفعليّ غير واضح تماماً، لكنّ العلماء اقترحوا أنّ المسؤول قد يكون الإلتهاب المُزمن منخفض الدرجة، والذي قد رُبط أيضاً بحالات صحّية جدّية مثل السرطان، وأمراض القلب، والسكري، إستناداً إلى «Mayo Clinic».
وتعليقاً على ذلك، قال طبيب الرعاية الأوّلية، أليكس ليكرمن، من شيكاغو إنه «لا يوجد اتصال راسخ بين الالتهاب والإسهال، إنما الجواب يكمن في النظام الغذائي».
أكّدت «Mayo Clinic» أنّ الإلتهاب المُزمن منخفض الدرجة ينتج غالباً من استهلاك أطعمة مصنّعة غير صحّية. المأكولات الغنيّة بالسكريات المصنّعة، مثل رقائق الذرة وألواح السكاكر، قد ترفع خطر الالتهاب المُزمن في الجسم ويُحتمل أن تؤثر في الهضم والوزن.