رأى وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل افيوني أن “الأولوية لدى الحكومة أكثر من أي وقت مضى يجب أن تكون معالجة الوضع المالي والاقتصادي”، لافتا الى أن “خلال الأسبوع الماضي عقدت الحكومة اجتماعات شبه يومية لإنهاء الموازنة ضمن المهل الدستورية، وهذا أمر أساسي لانتظام شؤون الدولة والعمل الحكومي”.
وشدد أفيوني، في كلمة خلال استقباله في منزله في طرابلس وفودا شعبية وممثلين عن المجتمع المدني في طرابس والشمال وعكار، على “أهمية إقرار موازنة فيها المزيد من تخفيض للعجز وبطريقة جدية، لأنه بدون تخفيض العجز المالي لا نستطيع استعادة الثقة، وبدون استعادة الثقة لا يمكن تخفيض الفوائد، وهذا التخفيض شرط أساسي لإعادة تحريك الاقتصاد وتحفيز النمو”.
ودعا أفيوني إلى “التحلي بالجدية والمسؤولية، والارتكاز إلى المعلومات الموثوقة لتجنيب المواطنين الهلع والخوف، الذي يؤدي إلى مفاعيل سلبية نحن بغنى عنها”، معتبرا أن “إقرار الموازنة فقط لا يكفي، ويجب أن يكون ذلك بشكل متواز مع إقرار إصلاحات مالية واقتصادية جذرية ترسل إشارة وتشكل صدمة إيجابية إلى كل اللبنانيين والى المستثمرين والمودعين، وتثبت أننا جريئين في مواجهة الازمة لان أنصاف الحلول لم تعد تكفي”.
وأثنى أفيوني على “تشكيل لجنة وزارية للإصلاح المالي والاقتصادي الأسبوع الماضي”، مشيرا إلى أن “سيكون على عاتق هذه اللجنة مسؤوليات هامة جدا، منها الخروج باللاصلاحات المرجوة ووضع آلية واضحة لتنفيذها، ومنها ما سيكون ضمن الموازنة ومنها في خارجها، لكن الاهم الاتفاق على الإجراءات الاساسية وتنفيذها، لأن مصداقية الحكومة على المحك”.
وإذ لفت افيوني الى “أهمية الاجتماعات التي عقدتها لجنة الكهرباء هذا الأسبوع و التي تدرس مناقصة معامل الكهرباء الجديدة ومناقصة وحدات التغويز”، اعتبر أن “الكل يعلم أن مشكلة الكهرباء هي أكبر عقبة في طريق تخفيض العجز، وهي في صلب الأزمة المالية التي نعاني منها”، وقال: “كما هو معروف ثلث عجز الدولة المالي يأتي من الكهرباء، وبإيجاد حل لمشكلة الكهرباء، نكون قد خفضنا ثلث العجز”.
وأضاف: “نحن في هذه الاجتماعات نحضّر لإطلاق المناقصات ولوضع خطة الكهرباء على السكة، وهذا سيؤدي الى زيادة الانتاج وبالتالي ساعات التغذية للمواطنين، حسب ما نصت عليه الخطة”، مؤكدا أن كل “هذه الاجتماعات المكثفة التي شاركت فيها مثال على جدية الحكومة في التقدم سريعا في كل هذه الملفات المهمة”، آملا بأن “نترجم هذا العمل الى نتائج سريعة وإجراءات فعلية”.
وردا على سؤال حول ازمة المحروقات والدولار، قال أفيوني: “نحن نمر بوضع اقتصادي صعب ولكن علينا تجنب الهلع والتخويف، ولا توجد أزمة محروقات، فالأمور عادت سريعا الى طبيعتها”، وتابع: “نحن على ثقة تامة بحاكمية مصرف لبنان، ومصرف لبنان أولويته المحافظة على استقرار الوضع النقدي والمصرفي في لبنان، وقد نجح بذلك على مر السنوات وبكل جدارة ومسؤولية، ونحن نمر اليوم بوضع دقيق لكن احتياطي المصرف المركزي من العملات عال وكاف اليوم لمواجهة هذا الوضع، ومن الضروري تجنب الشائعات وتوخي الدقة في المعلومات، فانا أرى الكثير من التهويل غير الدقيق الذي يؤثر سلبا على الاستقرار.”