نبّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أن أسعار النفط يمكن أن ترتفع إلى ”أسعار خيالية“ إذا لم يتضافر العالم لردع إيران، لكن قال إنه يفضّل الحل السياسي على الحل العسكري.
ونفى بن سلمان، خلال مقابلة مع برنامج ”60 دقيقة“ المُذاع على قناة “سي. بي. إس”، أنه أمر بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بأيدي عملاء سعوديين قبل نحو عام، لكنه قال إنه يتحمل في نهاية المطاف ”المسؤولية كاملة“ كقائد للبلاد.
ورغم أن مقتل خاشقجي فجر غضبا دوليا ولوث سمعة ولي العهد، فإن المواجهة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإيران، عدو الرياض اللدود، هيمنت في الآونة الأخيرة على السياسة الأميركية في ما يتعلق بالمملكة ولاسيما بعد هجوم 14 أيلول على منشأتي نفط سعوديتين. وقال بن سلمان: ”إذا لم يتخذ العالم موقفا قويا لردع إيران، فسنرى المزيد من التصعيد“.
وإذ أشار إلى أنه يتفق مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على أن هجمات 14 أيلول كان عمل حرب تقوم به إيران، أوضح أن السعودية ”تأمل في ألّا يكون الرد العسكري ضروريا والحل السياسي أفضل بكثير لأن اندلاع حرب بين المملكة وإيران سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي”. وأضاف: ”الحل السياسي السلمي أفضل بكثير من الحل العسكري“.
ورأى بن سلمان أن على ترامب أن يجتمع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني لصياغة اتفاق جديد في ما يتعلق بالبرنامج النووي لطهران والنفوذ في أنحاء الشرق الأوسط.
قبل أيام من الذكرى السنوية لمقتل الصحفي جمال خاشقجي في الثاني من تشرين الأول 2018 في القنصلية السعودية في تركيا، قال ولي العهد السعودي ردا على سؤال بشأن إن كان أمر بقتل خاشقجي: ”بلا شك لا“. لكن قال إنه يتحمل المسؤولية كاملة ”خاصة لأن من ارتكبوها كانوا يعملون لمصلحة الحكومة السعودية”.
وأضاف: ”كان هذا خطأ ويجب علي اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجنب مثل هذا الأمر في المستقبل“.
وعندما سئل كيف يمكن أن تكون الجريمة ارتكبت من دون علمه، أجاب بن سلمان: ”البعض يتوقع أنني يجب أن أعرف ما يفعله ثلاثة ملايين موظف في الحكومة السعودية يوميا! من المستحيل أن يرسل الثلاثة ملايين تقاريرهم اليومية إلى القائد أو ثاني أعلى مسؤول في الحكومة السعودية”، مؤكدا أن ”التحقيقات كلها جارية وبمجرد إثبات تهم على أي شخص على أي مستوى فسيحاكم بدون استثناء“.
وعن الانتقادات التي وجهت للسعوديين بسبب قتل خاشقجي والحملة العسكرية التي تقودها الرياض في اليمن والتي أوقعت الكثير من القتلى المدنيين، شدد ولي العهد على أن ”العلاقة أكبر بكثير“.
وكرر بن سلمان دعوة السعودية إلى إيران لأن توقف الدعم لقوات الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى أنه منفتح على كل المبادرات للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب هناك.