كتبت كارول سلوم في صحيفة “اللواء”:
الثابتة الوحيدة في القصر الجمهوري بعد الأحداث الأخيرة والتي كشفت أهدافها ومن يقف وراءها هي كالتالي: لا تساهل امام كل من يعمل على تقويض سلطة الدولة الدستورية والمالية وخصوصا المالية لأن ذلك من شأنه تدمير البلد، ووفق هذه الثابتة يقوم أي تعاط. ومن هنا جاء بيان مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية عن مواد قانون العقوبات. ويقول مقربون من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان البيان لم يصدر عبثيا انما كان المقصود منه تذكير الرأي العام بالأنظمة والقوانين وبكلمة اخرى بدولة القاتون والمؤسسات.
ويشير المقربون الى ان ما حصل يوم الأحد الفائت وكذلك في موضوع الشائعات كان مقدمة لتقويض الدولة وضرب العهد من خلال غرفة عمليات عرف القسم الأكبر منها وتحديدا اثنان مؤكدين ان الأجهزة الأمنية والقضائية تقوم بدورها كاملا.
ويلفت هؤلاء المقربون الى ان لا خيمة فوق رأس احد وان ملاحقة ستتم لمصدر الإشاعة الى اي جهة انتمى، مؤكدين ان رئيس الجمهورية يستكمل لقاءاته في اليومين المقبلين ومن دون استبعاد ان تكون له كلمة داخل جلسة مجلس الوزراء هذا الخميس عن الوضع وضرورة العمل والإنتاج، علما انه يريد من موازنة العام 2020 ان تمنح الثقة للبنانيين والمستثمرين في الخارج وتحرك المشاريع الجامدة كما ان يكون لها وجه اصلاحي.
ويعتبر المقربون أنفسهم ان الأزمه المالية متعدده الوجوه وان الأجراءات التي تتخذ عبر تعميم مصرف لبنان بشأن الدولار لا تعني ان الأزمة الاقتصادية انتهت فهناك الموازنة وامور متعلقة بعملي مجلس النواب والحكومة، مشيرين الى ان تعميم المصرف سيعمل على تخفيف وطأة موضوع الدولار تدريجيا.
ويتحدث القريبون ان الرئيس عون على ثقة بان الوضع الاقتصادي والمالي سوف يشهد تحسنا تدريجيا وبالتالي لا داعي للخوف والهلع. ويضيفون بان ما حصل يوم الأحد لاسيما في فترة بعد الظهر والإساءات التي وجهت اليه، يضع الذين قاموا بها امام المحاسبة وإن كانت الأجهزة الأمنية قصّرت عن ملاحقة هؤلاء مع ما يعني ذلك من علامات استفهام، لكن لن يكون اَي تهاون بعد اليوم ومقام الرئاسة لا يحوز استهدافه او التجني عليه عن غير حق.
وينقل القريبون ان الرئيس عون يدعو الى التعامل بالعملة الوطنية وتعزيزها بحيث لا يكون اللجوء الى العملة الأجنبية الدولار وسواه الا عند الضرورة.
ولا يخفي الرئيس عون امام المقربين انه «يملك معطيات وأدلة حسية تكشف بعض من قام بتحركات الأحد الماضي وثمة من كان يحرض من خارج لبنان وسيأتي الوقت المناسب للكشف عنها وفضحها».
ويعيد الرئيس عون امام زواره والمقربين ما قاله وهو في الطائرة الى بيروت انه لن يدع لبنان يسقط وان خيار الإصلاح والتغيير لن يبقى مجرد خيار.
واذ يقولون ان لا خطر على الحكومه الا ممن حركوا الشارع نهار الأحد، ينقلون عن عون حرصه على رغبته في ان تنتج الحكومة وتتصدى للملفات.
ويشير المقرّبون انفسهم الى ان النقاط الإصلاحية التي اوردت في بعض الأوراق المقدمة من مختلف الأفرقاء قد لا ترد في الموازنة الجديدة بإعتبار ان هناك توجها لإصدارها في قوانين في مجلس النواب وهنا تكمن الخشية من عدم النجاح في ذلك مع العلم انه كان مأمولا ان تتضمن موازنه الـ2020 للبنود الني اقرت في اجتماع بعبدا.
ويتحدث المقربون عن انه يجب عدم الاستهانة بموضوع الموازنة الجديدة لأنه يراد لها ان تكون موازنة مع رؤية.