إعتبر وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني أننا بحاجة “الى تنفيذ خطة عمل الحكومة والاعتماد على أعلى معايير الحوكمة والشفافية”.
وقال في حفل إفتتاح المنتدى السنوي التاسع للمسؤولية الاجتماعية للشركات الذي عقد في فندق فور سيزونز: “موضوع الاقتصاد الدائري ليس جديدا على المستوى العالمي وبدأ صداه يتردد في أكثر من دولة عربية عبر إجراءات ومشاريع توفر على الحكومات والشعوب ملايين الدولارات وتساهم في تحقيق النمو المستدام الطويل الأمد، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في التنمية المستدامة والقيم الإنسانية وتحسين جودة الحياة.
وتابع: “هناك خارطة طريق وضعتها حكومتنا عند تشكيلها وفيها خطة عمل وفيها الاصلاحات الضرورية التي التزمنا بإطلاقها لايصال البلد الى بر الأمان، وحتى يتبوأ شعبنا المكانة التي يستحقها في النمو والازدهار والأهم من ذلك أننا بحاجة إلى تنفيذ هذه الخطة بطريقة سريعة وفعالة و ان نعتمد اعلى معايير الحوكمة و الشفافية للوصول الى هذا الهدف”.
وأضاف: “لقد حان الوقت لكي يحجز لبنان مكانة له في اقتصاد القرن الحادي والعشرين وان نلج لثورة صناعية رابعة، وأن نبني نموذجا اقتصاديا عصريا ومستداما، اقتصاد يعتمد بدرجة أكبر على القطاعات الإنتاجية وبدرجة أقل على الوساطة والاستهلاك، وأن نزيد صادراتنا ونقلل من نسبة وارداتنا وأن نجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية المباشرة وأن نخفف من الاقتراض.”
وأردف: “حان الوقت لكي نبني اقتصادا قائما على المعرفة يتيح الفرصة لشبابنا للتألق كقادة مبدعين. اقتصاد يعتمد على التكنولوجيا التي اندمجت في عصرنا هذا بكل مرافق الحياة وباتت جزءا لا يتجزا من كل القطاعات ومفتاح النمو والازدهار والإبتكار.”
وتابع: “هناك ثغرة اساسية تعيق طموحنا في تحقيق الاصلاح والنمو المنشود ولا بد لي من التشديد عليها، وهي غياب الحوكمة الواضحة والشفافية الكافية في القطاعين العام وكذلك في القطاع الخاص، وهذا تحد أساسي يحب مواجهته ومعالجه بأسرع وقت، ولا يمكن لنا الانتقال إلى إقتصاد عصري يشكل اقتصاد المعرفة جزءا مهما فيه إذا لم تحل ثغرة “غياب الحوكمة” التي نعاني منها.
واضاف أفيوني: “إسمحوا لي أن أستعير شعار أطلقه السفير الجديد للإتحاد الاوروبي في لبنان السيد رالف طراف وأعجبني، إذ أشار الى أنه حين قاد الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون حملته الانتخابية للفوز برئاسة بلاده رفع شعاره الشهير “إنه الاقتصاد يا غبي”، ونحن اليوم في معركتنا الجارية لإنقاذ إقتصاد بلادنا علينا رفع الشعار نفسه “إنه الاقتصاد يا غبي” وإضافة شعار جديد “إنها الحوكمة يا غبي” لأنها شرط أساسي وضروري لتنفيذ الإصلاحات التي وعدنا الشعب اللبناني بتطبيقها، وللفوز بثقة المؤسسات الدولية والمستسثمرين والأسواق العالمية والدول الغربية التي ترصد مدى جديتنا قبل إتخاذ الخطوات الاصلاحية لتبادر بعدها لمساعدتنا، وبما أننا شعب مشهود له بقدرته على التكيف والمرونة ومواجهة الصعوبات، علينا أيضا إثبات أننا مصممون على تطبيق مبدأ الحوكمة والشفافية لإنقاذ بلدنا من الازمة الاقتصادية الحادة التي نجهد لعبورها بسلام وان نرسو به على شاطىء النمو المنشود”.