لليوم الثالث على التوالي تستمر الاحتجاجات في العراق ضد الفساد، رغم قرار حظر التجوال الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بعد أن أدّت الى مقتل 11 شخصا في مناطق مختلفة من العراق وإصابة أكثر من 400 في يومين من الاحتجاجات. وأعلنت الرئاسات الثلاث في العراق عن تشكيل لجنة رسمية للتعامل مع مطالب المتظاهرين، وإطلاق حوار وطني شامل، وكذلك الشروع في تنفيذ قانون الضمان الاجتماعي. فما هي حدود الاحتجاجات؟ وهل ستؤدي الى تغيير السلطة في العراق؟
مصادر مطلعة على الاوضاع العراقية أكدت لـ”المركزية” ان الاوضاع تنفجر للمرة الاولى في بغداد، ذات الخصوصية، أولاً لأنها العاصمة، وثانياً لأنها تضمّ جميع الفئات العراقية من شيعة وسنّة وأكراد ومسيحيين، وهذا دليل الوطنية العراقية، وشعار “العراق أولاً” الذي يرفعه معظم الشعب العراقي، خاصة ان عبد المهدي يحاول ان يلعب دوراً وسطياً، كما حاول التوسط بين السعودية وايران، لكنه لم ينجح في مهمّته.
وتضيف المصادر: “السنة الماضية حصلت احتجاجات في البصرة وكربلاء والنجف والمناطق جنوب العراق حيث الاكثرية الشيعية (نحو 95% منهم). وتشهد هذه المناطق تحركات، لكنها تتنظر ما ستؤدي اليه التظاهرات في بغداد. هذه التظاهرات “شيعية” اكثر منها سنية، لأن السنّة عادة هم من يتحرّكون، إنما هذه المرّة الشيعة تحركوا، اي فقراء العراق و”المذبوحون” من الاوضاع الاقتصادية التي وصلت اليها العراق، شيعة اولاً وسنّة واكراداً وغيرهم ثانية”، لافتة الى “أن اي تحرك لا ينجح في العراق ما لم يكن عصبه الاساسي “الشيعة”. في الحرب العراقية الايرانية كان الجيش العراقي بمعظمه من الشيعة،. لذلك، لا يمكن ان تنجح اي حركة احتجاجية الا اذا كان العصب الاساسي والرئيسي فيها “شيعيا”.
لكل هذه الاسباب، تجزم المصادر، “ان هذا التحرّك أساسي، خاصة مع “الدم” وسقوط ضحايا، اي ان الامور تطورت. والكل يترقب موقف المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني، من التطورات، وعادة ما يدعم السيستاني كل الحركات الاحتجاجية التي تدعو للثورة على الفقر وانقطاع الكهرباء والبطالة والفساد والرشوة. ومن المتوقع ان يبدي رأيه من خلال احد الخطباء غداً الجمعة كما هي العادة، يدعم من خلالها الحركة المطلبية الواسعة جداً، لا سيما ان عصبها الشيعة”.
وترجح المصادر “ان تؤدي هذه الاحتجاجات الى حركة تغييرية في العراق، في ضوء مطالبة المتظاهرين بخروج ايران التي تقوم بعملية استتباع للعراق، وكأنه ملكية خاصة، والعراقيون وطنيون ويرفضون “التبعية” لايران، حتى الشيعة منهم (إلا الحشد الشعبي وهو فصيل ايراني) يحتجون على وضع اليد الايرانية على العراق”.