كتبت ميسم الرزق في صحيفة “الاخبار”:
بينَ ليلةٍ وضُحاها، أصدر المدير العام لهيئة «أوجيرو» عماد كريدية قراراً باستكمال الهيكلية وتحديد الوظائف والمَهام في مديرية الشبكات في الهيئة، قبل أن يصدر قراراً آخر بتجميد قراره! وبحسب مصادر في الهيئة، أثار إصدار القرار وتجميده بلبلة في صفوف الموظفين الذين بدأوا بتبادل رسائل عن استهداف لفريق (تيار المستقبل) كان طوال السنوات الماضية مسيطراً، إدارياً وعددياً ومهنياً.
فما هو هذا القرار ولماذا تراجع كريدية عنه؟
في 30 أيلول الماضي، أصدر المدير العام للهيئة مذكّرة (رقم 100/ م.ع/ 2019)، وصفتها مصادر في الهيئة بـ«المذكّرة البرتقالية»، وتضمّنت ثلاث موادّ، أعفت بعض الموظفين من مَهامهم وكلّفتهم بمَهام أخرى. المذكّرة التي حصلت عليها «الأخبار» تقضي بنقل كل من ميشال عون من مركز رئيس قطاع شبكات (ج ل 2) إلى مساعد عملاني للقطاعات الجغرافية، ونويل عرموني من رئيس قطاع شبكات (ج ل 1) إلى مساعد عملاني للمسالك والدعم، ومحمد كوثراني من رئيس قطاع شبكات النبطية إلى مساعد عملاني للخدمات. المصادر أكّدت أن «الترقيات جاءت لأن المذكورين ينتمون إلى التيار الوطني الحر أو مقربون منه وهم من جماعة مدير الشبكات هادي أبو فرحات». المذكّرة أثارت استياء تيار «المستقبل» لأنّ من ضمن المناقلات جرى استبعاد مساعدة التنسيق التابعة لتيار المستقبل تهامة غادر وتم إلغاء هذا الموقع في مديرية الشبكات، إذ تمّ نقلها من المديرية إلى جهاز التفتيش والمتابعة كمساعد رئيس جهاز لشؤون ملحقين بالوزارة. وبحسب المصادر فإن تجميد القرار بعد يوم واحد أتى نتيجة تدخّلات وضغوطات قامت بها النائبة بهية الحريري والأمين العام لتيار المُستقبل أحمد الحريري.
الجدير بالذكر أن القرار وتجميده بعد يوم واحد جاءا بالتزامن مع الاشتباك السياسي المندلع بين العونيين والمستقبليين، لا سيما أن موظفين في الهيئة أكدوا أن «الجوّ بين كريدية وأبو فرحات كان جيداً في الفترة الأخيرة على الرغم من التوتر الذي شاب العلاقة بينهما». في المقابل، نفى كريدية أي خلفية سياسية للمذكّرتين. وفي اتصال مع «الأخبار» قال مدير عام أوجيرو إنه «لم يتمّ إلغاء المذكّرة، بل جرى تجميدها لفترة معينة»، مشيراً إلى أن «هناك نقصاً في بعض التقارير التي تتعلّق بآليات العمل بين القطاعات، ونحن بانتظار الانتهاء منها لمنع تضارب الصلاحيات». وأضاف كريدية «أنا ما بشتغل سياسي، والربط بين ما يجري في الهيئة والتجاذب السياسي الحاصل في الخارج غير منطقي».