انطلقت عملية تسجيل الطلاب السوريين في محافظتي الجنوب والنبطية حيث بلغ عددهم 16000 طالب على ان يبدأ التدريس نهاية الجاري. وتبلّغ السوريون البدء بالتسجيل من خلال مكبرات الصوت في الجوامع حيث يقطنون، وسيتم توزيعهم في دوامات بعد الظهر على المدارس الرسمية الـ65 الموزّعة بين 28 مدرسة في النبطية تستقبل 6500 طالب، أي بزيادة 500 طالب عن العام الدراسي الماضي، و37 مدرسة في محافظة الجنوب تستقبل 9320 طالباً، أي بزيادة 320 طالباً عن العام الدراسي الماضي، بسبب ارتفاع نسبة الولادات، فيما لا يزال باب التسجيل مفتوحاً امام كافة الطلاب السوريين لتوفير مقعد لكل طالب حتى لا يبقى أحد خارج المدرسة وفقاً للقرار الذي عمّمه وزير التربية اكرم شهيب على المناطق التربوية.
وأكدت مصادر تربوية معنية بالملف التربوي السوري لـ”المركزية” “ان عدد الطلاب مرشح للتصاعد أولاً، لأن التسجيل مستمر وثانياً، بسبب البطء في عودة النازحين الى سوريا وامتناع الاهالي عن تسجيل اسمائهم للعودة الطوعية التي ينظمها الامن العام اللبناني، ونزوح البعض منهم من منطقة الى أخرى”، لافتة إلى “أن هناك عائلات أتت الى منطقة النبطية من الشمال وأخرى من الجبل وبيروت الى اقليم التفاح، ولذلك ارتفع عدد المدارس 5 في الجنوب و2 في النبطية لتواكب ضغط الطلاب على المدرسة الرسمية وعلى القطاع التربوي اللبناني”، وأوضح عن صدور قرار يقضي بأن تستوعب كل مدرسة 250 طالباً، شرط ان تكون محورية. فمدرسة أنصار مثلاً التي يفوق عدد نازحوها الـ5 الاف، يتعلم فيها الطلاب القاطنون في البلدة والبلدات القريبة في الدوير والشرقية وعبا وكوثرية الرز، ومدرسة حبوش الطلاب القاطنون في البلدة وكفرجوز والكفور وتول، ومدرسة جبشيت الطلاب في البلدة وحاروف وعبا وتول”.
ويتم تسجيل الطلاب السوريين على نفقة المفوضية العليا للاجئين بالتنسيق مع وزارة التربية في المدارس المحددة رسمياً وبدوامات بعد الظهر على ان تنتظم العملية على الاقل خلال اسبوع حسب ما أفادت المصادر التربوية “المركزية”، وأكدت “ان الدول المانحة وكما جرت العادة في السنوات الماضية هي التي تدعم تمويل تعليم الطلاب السوريين من خلال الامم المتحدة التي تنسق مع وزارة التربية على ان ترسل الوزارة اسماء الطلاب المسجلين الى الجهات المعنية في الامم المتحدة لتقوم بتحويل الاموال الى الوزارة تباعاً وكل 3 اشهر”.
وبلغ عدد الطلاب السوريين في لبنان 240 الف طالب ستوفر لهم المفوضية الكتب والقرطاسية مجاناً، كما تدفع الاجور بشكل متفاوت تتراوح بين 18 الف ليرة للمعلّم، و15 الف ليرة لمدير المدرسة، و12 الف ليرة للناظر بدل كل ساعة عمل، لذلك يطالب الجميع بتوحيد بدل أجرة الساعة لتكون 18 الف ليرة بما ان الدولة اللبنانية دفعت رواتب المعلمين على أساس السلسلة الجديدة .
ويطالب مدراء هذه المدارس عبر “المركزية” ان تشمل نفقات التعليم للسوريين مادة المازوت للتدفئة، ودفع الوزارة لرسوم صناديق المدارس الخاوية لدفع بدلات الحجّاب والخدم والمستكتبين والنثريات لانطلاقة واعدة لقطار تعليم السوريين، والأهم يطالبون بالتعاقد مع معلمين جدد من خارج المدارس التي حددت كمراكز لتعليم السوريين، نظراً لإحالة عدد كبير منهم إلى التقاعد وإلحاق عدد آخر منهم بالثانويات. مع العلم أن المدارس الرسمية في الجنوب تحتاج للتعاقد مع 320 معلماً لسد النقص الحاصل .
وأشارت المصادر إلى “ان الطلاب السوريين سيحصلون على خمس ساعات تدريس يوميا وفقاً للمناهج الدراسية اللبنانية وتشمل اللغتين العربية والانكليزية، والرياضيات، والعلوم، والتربية، بالاضافة الى الارشاد الصحي والتوجيه النفسي الاجتماعي الذي يأخذ حيّزاً ايجابياً في سلوك الطالب السوري”، منبّهة “الى تحذير الطلاب من التعاطي في السياسة”.